ما إن يطل شهر الخير والبركة والعطاء بأيامه ولياليه، حتى تتحول الحياة في مختلف أنحاء المملكة وتتفرد بالروحانية التي تسمو وترتقي بها الأنفس عن متاع الحياة، إذ تشهد منطقة المدينةالمنورة وقراها ومتنزهاتها وشوارعها في شهر الخير العديد من المخيمات الرمضانية المتنوعة الأغراض التي تعد جزءا من المظاهر الرمضانية بالمنطقة، حيث خصصت تلك المخيمات لإفطار الصائمين الذين يمثلون عدة جنسيات ما يعكس صورة واقعية للإسلام بصفته دين الرحمة والعطاء، علاوة على ما تقدمه من الدروس والمواعظ وتوزيع النشرات التوعوية التي ينتج عنها عادة دخول العديد من الجاليات غير المسلمة في الإسلام. كما تكتظ الأسواق الشعبية بمرتاديها الذين يفدون لها في مختلف الأوقات، فأسواق الخضار والفواكه ومحلات الحلويات والمطاعم تستقبل يوميا من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب أعدادا كبيرة من الأهالي، فيما تستقبلهم الأسواق المركزية والشعبية ومحلات بيع الملابس والعطورات والإكسسوارات وغيرها في الفترة المسائية التي تبدأ من بعد صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من الصباح. وأوضح محمد الزهراني بائع سمبوسة في حي البحر أنه مع بداية شهر رمضان يكثر الطلب على شراء السمبوسة والزلابية، مشيرا إلى أنه ما أن يشرع في تجهيز الوجبات الرمضانية بعد صلاة العصر حتى يفد إليه الزائرين. في حين أفاد ناصر الشمري بائع في حي المغاربة أن الزلابية تعد من الأكلات المشهورة إذ أنها تتكون من العجينة المخمرة ونوعين من السلطة الأولى «الحارة» عبارة عن عدد من الكرات المفروم يضاف لها الفلفل، والثانية «البارادة» تصنع من التمر الهندي مع قليل من الماء. إلى ذلك أبان محمد متولي من مصر أن الزلابية تتسيد المرتبة الأولى في الحلويات على مائدة الإفطار، ورغم أن السفرة تكون مليئة بما لذا وطاب إلا أنه لا يستطيع أن يستغني عنها على المائدة. من جانبه قال خالد العفيفي إن شهر رمضان دائما يذكر بالماضي الذي افتقدنا فيه عادات وتقاليد آبائنا وأجدادنا واندثرت بعد أن انتشرت مطاعم الوجبات السريعة، لكنني أفضل زيارة الأحياء الشعبية من أجل استرجاع الماضي وشراء بعض المأكولات الشعبية.