قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون . ) إن أطباء النساء و الولادة يقسمون فترة الحمل إلى ثلاث مراحل و ذلك لتسهيل التشخيص و العلاج وان كل مرحلة تمثل ثلاثة أشهر ، أما المرحلة الأولى و هي الثلاثة أشهر الأولى و تعتبر هي مرحلة الوحام و الغثيان و القي و عدم الرغبة في الأكل و فقدان الشهية و نجد أن علاج المرأة الحامل في هذه الفترة يتمثل في منعها من الأكل و الشرب و حتى يتسنى للمعدة الراحة على فترات و وجد أن الصيام في هذه المرحلة قد يكون علاجاً لكثير من الأعراض . أما المرحلة الثانية من الحمل فهي مرحلة " الراحة و الصحة " و زوال الوحام و الغثيان و القيء و في هذه المرحلة تشعر المرأة بأنها افضل مراحل حملها و تعود لحياتها الطبيعية و قد تتعود على الكثير من أعراض الحمل و تبدأ تتعايش مع زيادة الوزن و تغير الشكل و في اغلب الأحيان أن صوم المرأة الحامل في هذه الفترة لا يؤثر عليها أو على جنينها . المرحلة الثالثة و هي المرحلة التي يزيد فيها الوزن وتكبر البطن و يزيد وزن وحجم الجنين و الرحم وقد يكون الصيام صعباً في هذه المرحلة لبعضهن و في الواقع أن الصيام قد يكون اسهل من الإفطار حيث انه بعد الإفطار تبدأ المرأة الحامل بالشكوى من أن الرحم يضغط على المعدة و تتأثر الحامل بذلك مع أن الكثير من النساء يجدن الصيام يسهل لهن الحمل. فعلى المرأة الحامل إذا ما أرادت الصيام أن تكثر من السوائل بعد الإفطار ، أن تكثر من تناول الفواكه والخضروات الطازجة بين فترتي الإفطار والسحور ، و لها أن تستمر في صيامها إلا إذا ما تأثرت هي شخصياً بالصيام أو نصحها الأطباء بعدم الصيام لان ذلك يؤثر علي حنينها . على المرأة الحامل أن تتناول الحديد و الفيتامينات و الكالسيوم و المقويات التي يصفها الطبيب ، وأخيراً عليها التأكد من عدم إصابتها بأي أمراض التي تستلزم الإفطار في شهر رمضان كأمراض السكر التي تستدعي أخذ سوائل باستمرار ،الالتهابات والتي تستدعي أخذ المضادات الحيوية بانتظام ، و الإصابة بفقر الدم الحاد والذي تشعر معه المرأة بالدوار الشديد وهناك الكثير من الأمراض التي يصعب حصرها. ولكن يجب على أي حامل استشارة طبيب النساء والولادة و سؤاله عن إمكانية الحمل مع الصيام في شهر رمضان والأخذ بالنصيحة مهما كانت لأن الله سبحانه وتعالى يسر لنا الأمور ورخص لنا الإفطار لأسباب منها الحمل و المرض والسفر . الصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة و هو عبادة عظيمة يشعر المسلمون بقيمتها وفوائدها في شهر رمضان لهذا يصعب أن يفطر يوماً دون أن يكون هناك سبب حقيقي يستدعي ذلك ولكن رخص الله سبحانه وتعالى للمرأة بشكل خاص وهي حامل الإفطار إذا كان هناك خوف أو ضرر على نفسها أو على جنينها. أستاذ علم أمراض النساء و الولادة . كلية الطب و العلوم الطبية جامعة الملك عبد العزيز بجدة.