يتمتع بلاط الحرمين بخاصية احتفاظه بالبرودة حتى في شدة الحر طوال النهار وتحت لهيب الشمس إذ عنيت حكومة المملكة على جلبه عناية بالزوار، فضلا على ما يتميز به رخامه الأبيض من لون وصورة لائقة. ويكمن سر اعتدال درجات حرارة الرخام لأرضيات الحرمين الشريفين خصوصا في الأماكن المكشوفة كصحن المطاف في المسجد الحرم والساحات الخارجية، في نوعية البلاط الذي حرصت عليه المملكة فهو يحتفظ بالبروة، وله خاصية امتصاص الرطوبة ليلا عبر مسامات دقيقة وفي النهار يخرج ما امتصه ليلا مما يسهم في الحفاظ على برودته في أحلك الظروف. وحرصت حكومة المملكة أن يكون سمك البلاط 5 سم لضمان زيادة الامتصاص وجعله أكثر برودة على مدار الساعة في لهيب الحر، رغم أن العادة جرت أن سمك البلاط الطبيعي لا يتجاوز 2.5 سنتمتر. وتعاقبت المشاريع على أعمال تبليط المسجد الحرام برخام تاسوس حيث تم سنة 1345ه و1346ه إذ أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتبليط المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يبنى بالنورة، كما أمر بإزالة نواتئ الدكاكين التي ضيقت المسعى، فصار المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر، وفي عام 1375ه تم تبليط أرض المسعى بالأسمنت كما تم تبليط المطاف كاملا بالرخام الأبيض، وفي عام 1400ه تم التنظيف الشامل لبئر زمزم بعد القيام بأول عملية استكشافية للبئر، أما في عام 1406ه تم تبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة، وفي سنة 1411ه أحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهيئت للصلاة، لا سيما في أوقات الزحام، وذلك بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة وإنارتها وفرشها.