منذ نحو 50 يوماً مضت، والمسؤولون في الحرم المكي بكافة تخصصاتهم ومجالاتهم، يرقبون بدقة سير عمل المطاف المعلق، رغبة في أن يخرج العمل الإنساني بصورة سليمة وفريدة، ولذا لم تهدأ آليات العمل طوال تلك المدة، ولم تقف جولات المسؤولين اليومية. وبعد كل ذلك الجهد جمعت سفرة إفطار الخميس الماضي المسؤولين التنفيذيين لهذا المشروع فكانت فرحة إفطار صومهم وفرحة الدعاء والتهاني بهذا المنجز، وارتبط افطار كل يوم وصلاة المغرب في كل رمضان بالتلاوة العطرة للشيخ عبدالرحمن السديس، حيث يتوق المصلون لسماع آيات الذكر الحكيم من حنجرة السديس الذهبية، فهذه الحالة المتلازمة بين الطرفين مرت عليها عقود من الزمن. وقال السديس ل(عكاظ) عندما بدا باسماً أمام فلاشات المصورين وكاميرات القنوات التلفزيونية: «نحن نحظى بملك إنساني يقوم بواجبه الديني والوطني بكل أمانة، وهذا الجسر من المطاف المعلق المؤقت خير شاهد على حرصه حفظه الله على تأمين سلامة ذوي الاحتياجات الخاصة من التدافع والزحام في المطاف، هذا البعد الإنساني النبيل يندر أن نجد له مثيلاً». أمام المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس، كان أول إمام يصلي على المطاف المعلق، قرر أن يكون شريكا لذوي الاحتياجات الخاصة فوق جسرهم الخاص، فجلس يرصد حركة الطائفين من علو من فوق جسر المطاف وعلى سفرة متواضعة ذات تمر وماء فقط فوق الجسر الجديد، ابتلت العروق وثبت الأجر، فطلب من المسؤولين معه على مائدة إفطاره المتواضعة: «ارصدوا الملاحظات للتشغيل التجريبي، سلامة الطائفين أولوية». ورد عليه قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى مساعد الزهراني قائلا: «هناك خطة خاصة تعنى بسلامة الطائفين وضعت خصيصاً للمطاف المعلق من خلال تواجد رجال الأمن على مدار اليوم، وتواجد ضابط على المطاف المعلق وخمسة ضباط آخرين وثمانية أفراد من حملة الأجهزة اللاسلكية من منسوبي قيادة أمن الحرم المكي و60 من طلاب مدينة تدريب الأمن العام». من جانبه قال المهندس بكر بن لادن: «كل الفرق الفنية والطواقم الهندسية على أهبة الاستعداد لتنفيذ كل الملاحظات التي ترصد، والتعديلات التي ترونها، نحرص كل الحرص على أن تتوافر شروط الأمن والسلامة للطائفين في هذا الجسر المعلق، والتوجيهات من ولاة الأمر لنا في هذا الصدد واضحة ولن نحيد عنها، وسنبذل كل ما نملك لتنفيذ العمل وفق الرؤية التي تواكب تطلعات القيادة». حينها طلب الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، من المهندس بكر بن لادن تغيير إشارة بدء شوط الطواف بكشاف كهربائي بدلاً من شريط أخضر وُضع على أرضية المطاف المعلق حتى لا يتسبب في إحداث وقوف العربات، ما يؤدي للتزاحم على المطاف المعلق». في ختام تلك اللحظات التأريخية وقف الشيخ السديس أمام الكعبة المشرفة وحوله المسؤولون، وسأل الله عز وجل أن يجعل هذا المشروع المبارك في موازين أعمال خادم الحرمين الشريفين وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم للحرمين الشريفين وللرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكذا العناية بالحرمين الشريفين في كل المجالات. وأضاف: باسم المسلمين الطائفين والقائمين الركع السجود نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يجزيه خير الجزاء على ما يقدم للأمة الإسلامية، وأن يجعل ذلك في موازين أعماله الصالحة، موصياً المسلمين بأن يجزلوا الدعاء لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه لخدمة الحرمين الشريفين.