دعا الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع وقائد الجيس أمس المصريين إلى النزول غدا «الجمعة» إلى الشوارع لتفويض الجيش والشرطة مواجهة العنف والإرهاب، فيما وصفت وزارة الداخلية انفجارا وقع أمام قسم شرطة مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في ساعة متأخرة البارحة الأولى وأدى إلى مقتل شرطي وإصابة عشرة آخرون وسبعة مدنيين أنه حادث إرهابي. وأفاد وكيل وزارة الصحة في الدقهلية عبدالوهاب سليمان أن اثنين من المصابين وهما أمين شرطة ومجند نقلا إلى المستشفى في حالة حرجة من مكان الانفجار وأن أحدهما توفي. وقال السيسي، أرى أن هناك مخطط للزج بالبلاد في نفق خطير والمصريين عندما خرجوا بالملايين فلا نستطيع أن نغفل إرادة هذه الملايين، فالجيش أتأمر بأمره، ونفذ إرادتهم وخريطة الطريق التي عملناها ولا تعتقدوا أو تفتكروا أننا ممكن أن نتراجع عنها للحظة. وأضاف: نحن مستعدين لانتخابات يشرف عليها أهل الأرض كلهم الأممالمتحدة ونحن نريد انتخابات يشهد لها العالم أجمع. وأضاف، إن الجيش المصري جيش محترم وعظيم جدا ورجاله شرفاء ومخلصين ولا يعرف رجاله الافتراءات، الجيش المصري جيش أسد بجد والأسد لا يأكل أولاده، وتابع قدمنا للرئيس السابق 3 تقارير وفيها تقدير للموقف الذي تمر به البلاد، وقدمنا له توصياتنا التي تعمل على تجاوز الأزمات التي سوف يقابلها الرئيس، وكلامنا موثق وفعلناه من أجل مصر، وليس من أجل مصالح أو مأرب سياسية، وأضافت كنت أجلس مع كل القوى السياسية بحكم وظيفتي وتحدثت معهم وكنت أحذر التيار الديني من فكرة الدولة وفكرة الوطن، ولابد من الأخذ في الاعتبار أن قيادة الدولة أمر في منتهى الحساسية، ونصحنا الرئيس السابق، أن يكون رئيس لكل المصريين. وتابع قائلا: «تعاملنا بكل الإخلاص والأمانة والشرف ولم نغدر ولم نتآمر ولم نخون وكنا أمناء جدا في إعطاء النصيحة المخلصة والأمينة». وأقول ذلك حتى لا يتصور أحد أننا لم نعمل بالنصيحة الأمينة لكل من سألنا ولم يسألنا وكنا نقول إن المرحلة تحتاج إلى التكاتف، وفي نهاية مارس توفقت عن إعطاء النصائح في هذا المجال. وأشار إلى أن التيار الديني سوف يعتبر أن التطورات التي حدثت بالداخل ورفض المصريين لنظام الحكم وللرئيس محمد مرسي هو رفض للدين وتتحول الدولة المصرية لحرب بين تيار يكافح ويجاهد ضد تيار آخر يتمنى أن تحكم البلاد بالشكل الذي يتمناه. وقال الفريق السيسي إنه لم يخدع الرئيس السابق وأن جميع البيانات كانت تصدر بعد رؤيته لها، وسبق وأخبره أن الجيش المصري جيش لكل المصريين وعلى مسافة واحدة من الجميع ولن يكون إلا تحت حكمه الشرعي، وأشار إلى أنه سبق وأخبر الرئيس السابق أن المشروع الذي جاء به صعب يكمل وطالبه بإيقافه. وتابع: «عرضت على الرئيس السابق أن يجري استفتاء على بقائه في الحكم بشكل مباشر وغير مباشر، ولكنه رفض، أرسلت له رئيس مجلس الشورى ورئيس مجلس الوزراء والدكتور سليم العوا ليعرضوا عليه الأمر ولكنه رفض». واستطرد قائلا «سبق وأعلنت في الكلية الحربية أن الأمن المصري في خطر بسبب الاختلاف بين القوى السياسية وحذرنا من تحول الصراع من سياسي إلى ديني». كما سبق وعرضت على الرئيس الدعوة إلى دار الدفاع الجوي للحوار والمصالحة الوطنية، وبعد توجيه الدعوة كلمت الرئيس وقال لي: «من فضلك ألغي هذه الدعوة»، لم أوجه إحراجا إلى مؤسسة الرئاسة وقلت إنه تم إلغائها لغياب الكثير. وأكد على أنه لا تراجع في أي من الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة، مشيرا إلى أنه جلس مع اثنين من قيادات الإخوان وقال لهم لابد من عقد مصالحة مع كافة مؤسسات الدولة لأن الموقف أصبح خطيرا جدا، وكان ذلك قبل خطاب الرئيس السابق محمد مرسي الذي تم في قاعة المؤتمرات، مشيرا إلى أنه بالفعل في اليوم التالي جلس مع الرئيس السابق لمدة ساعتين يقول له مفردات الخطاب التي تحقق المصالحة الوطنية ولكن لم يقل الرئيس السابق الخطاب المتفق عليه. وأضاف السيسي أنه لم يكن وصيا على الرئيس السابق ولكنهم كانوا ناس مخلصين وشرفاء ويخشون الله، ومن يخشي الله لا يغلبه أحد. كما أشار إلى أنه قال لقيادات الإخوان إن مصر لا تدار بهذا الشكل، وحذرهم أكثر من مرة من التعامل بالعنف مع الشعب المصري، مضيفا أنه قال للرئيس المعزول : «إن الملايين نزلت في الشارع ضد نظامه ولكنه كان يغفل ذلك تماما». وتابع قائلا: "إن الشرعية حينما تأتي فهي تأتي من الشعب، ولكن حينما يخرج الشعب بالملايين لابد من الاستجابة لإرادة الشعب». وقال: «ما زالت القوات المسلحة والشرطة المدنية حريصة جدا على كل المصريين». مؤكدا أن الجيش المصري يأمر فقط بأوامر وإرادة المصريين، وعندما يأمر المصريين فلابد من تلبية الجيش لندائهم. وحذر قائلا: «عندما أرى تهريب السلاح من دول كثير وانتشار للملابس العسكرية في الشارع المصري، ويقال إن هناك جزء من الجيش المصري انقسم، وأن جزء من هذا الجيش يهاجم الآخر، فلن أقف صامتا». وأقسم السيسي قائلا: «والله العظيم والله العظيم والله العظيم، الجيش المصري على قلب رجل واحد، لأن الجيش المصري ليس كأي جيش آخر». وقال: إن عمليات الشحن على الجيش المصري المتمثلة أنه جهاد في سبيل الله، لابد من وقفة وتفكير، هل أنتم مستعدون إما أن تهدوا البلاد أو أن تحكموها ؟ يا ترى ده دين ؟ لا والله... أو إما أن تدمر جيشك أو إما يكون معك وهذا أمر في غاية الخطورة. وأقول كلامي للمصريين لكي ننتبه وللجيش حتى ينتبه وكلامي للشرطة والقوى السياسية والأزهر والكنيسة عشان ينتبهون ويقومون بدورهم.