بينما افتتح الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، بعد ظهر أمس، أولى جلسات مؤتمر المصالحة الوطنية، في غياب جماعة الإخوان التي رفضت الدعوة، وبحضور عدد من الأحزاب والقوى السياسية، فضلا عن الأزهر والكنيسة، يترقب المصريون ما سيحمله يوم غد الجمعة من تطورات على الأرض، بشأن الأوضاع الجارية في البلاد، خاصة عقب دعوة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لجموع الشعب المصري، للتظاهر غداً الجمعة في كافة الميادين، وتفويض القوات المسلحة والشرطة للتعامل مع موجات العنف والإرهاب التي تهز مناطق عديدة من البلاد، والمتهم فيها جماعة الإخوان وأنصارها من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ورغم أن جماعة الإخوان، وأتباعها استبقت بالإعلان عن تنظيم مليونية «الفرقان» الجمعة، لدعم الشرعية كما تدعي، قال الفريق السيسي، في كلمته ظهر أمس، بحفل تخريج دفعتين من طلبة الكليات العسكرية، إنه كان أمينا مع الرئيس السابق، وعرض عليه تطورات كل المواقف بكل شفافية ونزيهة، وأنه منذ 7 أشهر أبلغ الرئيس السابق (دون أن يذكر اسمه) أن الأمن القومي المصري معرض للخطر لكنه لم يحرك ساكناً، وأنه قدم لمرسي 3 توصيات للخروج من الأزمة، وأنه حذره من تحول الصراع من سياسي إلى ديني، الا أنه لم يلتفت الى نصائحه. وقال وزير الدفاع، إن القوات المسلحة لم تخدع الرئيس السابق محمد مرسي، وأكدت له كثيرًا أن الجيش تحت قيادته. وأضاف «لقد قدمنا للرئيس السابق تقديراتنا للموقف وتطوراته، وكنا نطلعه على كل بيانات القوات المسلحة قبل صدورها». وتابع قائلا: «طرحنا على الرئيس السابق فكرة الانتخابات المبكرة للخروج من الأزمة، لكنه لم يستجب، وأبلغته أنه إذا خرج الناس عليه أن يخلي منصبه أو تجدد الثقة فيه من خلال الاستفتاء». وأوضح السيسي، أن المبادرة قدمت للرئيس السابق من خلال رئيس الوزراء السابق، ورئيس مجلس الشورى المنحل، والدكتور سليم العوا. واستطرد: «دعونا كل الأطراف قبل أسبوع من 30 يونيو للاجتماع للخروج من الأزمة»، وأكد أن الرئيس السابق ضرب بكل النصائح عرض الحائط. رفض عسكري في ذات السياق، وجهت القوات المسلحة رسالة إلى الشعب المصري اكدت فيها رفضها الإساءة لقادتها. وقالت القوات المسلحة في بيان لها أمس الأربعاء، وحصلت (اليوم) على نسخة منه، إن ما تتعرض له «من حملات تشويه منظمة» لن تزيدهم إلا صلابة وإصرارا ليؤكدوا للجميع أنهم يصطفون صفا واحدا خلف قيادتهم الوطنية التي لا تتخذ قرارا منفردا وتنحاز دائما لإرادة الشعب. وأضافت «لا ننحاز لأحد على حساب الآخر. المصريون عندنا سواء بمختلف انتمائهم، ونقول لهم أيادينا ناصعة البياض لم ولن تتلطخ بدم مصري». قال وزير الدفاع، إن القوات المسلحة لم تخدع الرئيس السابق محمد مرسي، وأكدت له كثيرًا أن الجيش تحت قيادته. وأضاف «لقد قدمنا للرئيس السابق تقديراتنا للموقف وتطوراته، وكنا نطلعه على كل بيانات القوات المسلحة قبل صدورها». ترحيب واسع وتوالت ردود الأفعال المرحبة بخطاب، الفريق السيسي، إذ وصف الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ، الدعوة بأنها «جيدة وستقضي على مظاهر العنف بمصر». داعيا الشعب لمساندة قواته المسلحة والنزول غدا في إعلان شعبي، بأن مصر لن تقبل أن يروعها الإرهابيون»، مشيرًا إلى أن المصريين كانوا ينتظرون هذه الدعوة منذ فترة. وأعلنت حملة تمرد تأييدها للتظاهر غداً، مع بقية القوى والتيارات الثورية والمدنية، فيما قال اللواء سيد هاشم، المدعي العسكري السابق ان يوم غد الجمعة سيكون مماثلا ل30 يونيو وأن جوهر كلمة السيسي «هو الحصول علي تأييد الشعب للقوات المسلحة والشرطة للتعامل مع عنف الإخوان». من جهته، اعتبر وكيل المخابرات الاسبق، الفريق حسام خير الله، أن دعوة الفريق السيسي «دعوة لمواجهة الارهاب في سيناء وليس اعتصام ومظاهرات الاخوان في القاهرة وباقي المحافظات». وأكد أن مواجهة العنف في القاهرة والمحافظات وأعمال العنف من جانب جماعة الاخوان هي مسؤولية الشرطة وليس الجيش. غضب «إخواني» وبينما علمت (اليوم) أن حالة من الهلع تسود قيادات الجماعة، التي اعتبرت خطاب السيسي، بمثابة نهاية لها، ويضعها مباشرة في مواجهة غالبية الشعب، اتهم قياديون بالجماعة السيسي بأنه «يستقوي بالشعب». وشنّ عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة هجوماً على الخطاب، وأضاف عبر تغريدة له على فيس بوك «إن ما أسماه استنجاد السيسي بالناس لن يغنى عنه شيئًا. وأوضح أن السيسي حكى روايته، ومن حق الشعب أن يستمع إلى وجهة النظر الأخرى من نفس المنبر». كما سادت حالة من الاستياء والغضب الشديد بين المعتصمين في محيط رابعة العدوية، وميدان النهضة بالجيزة عقب خطاب السيسي، وقام المعتصمون بالخروج من الخيام وتنظيم مسيرة تضم المئات للتنديد بالتصريحات والمطالبة بعودة الرئيس السابق فيما شددت اللجان الشعبية من التفتيش الذاتي لراغبي دخول الميدان تحسبا لأية احتمالات.