شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سرية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المرتقبة في واشنطن. وقال لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، إن «هذه لن تكون مفاوضات سهلة، لكن سنتعامل معها باستقامة وصدق وعلى أمل أن تجري بصورة مسؤولة وموضوعية». وأردف أنه «جدير أن تجري المحادثات بين الجانبين بصورة سرية لأن هذا سيزيد الاحتمالات بأن نتوصل إلى نتائج». ويتوقع أن يصل إلى واشنطن خلال الأيام المقبلة كل من كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ورئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين ووزير العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، ومبعوث نتنياهو الخاص إسحاق مولخو، للتباحث في إطار المفاوضات. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على استئناف المفاوضات مع إسرائيل، بعد تلقيه رسالة ضمانات من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تؤكد أن حدود عام 1967 ستكون مرجعية المفاوضات، مشيرة إلى أن رسالة كيري كانت بمثابة حبل النجاة للمساعي التي كانت على شفا الانهيار. وأشارت الصحيفة استنادا إلى تقارير مستقاة من مقابلة لشخصية فلسطينية رفيعة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد لكيري بوقف هادئ للاستيطان وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وقالت إن رسالة كيري تضمنت التزام الطرفين بالامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب، حيث يلتزم الجانب الإسرائيلي بوقف مناقصات البناء في المستوطنات مقابل التزام الفلسطينيين بعدم التوجه إلى الأممالمتحدة والانضمام إلى الهيئات الدولية. ومن جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن العقوبات الأوروبية ضد المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إنه عقب الكشف، يوم الثلاثاء الماضي، عن قرار الاتحاد الأوروبي بعدم سريان الاتفاقيات الموقعة بين الاتحاد أو الدول الأعضاء فيه وبين إسرائيل على المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، اتصل نتنياهو هاتفيا بكيري وكان متوترا وهائجا خلال المحادثة الهاتفية، وطلب من كيري التدخل لدى رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، في محاولة لإلغاء القرار الأوروبي. إلى ذلك، تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز هنأه فيه بالعودة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، قائلا له «لا يوجد بديل غير السلام لمصلحتنا ومصلحتكم، لقد اتخذت قرارا جريئا وتاريخيا بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لذلك لا تستمع للمتشككين. وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا شجاعا ويدرك أيضا بأنه قرار تاريخي، ونحن سوف نعمل كل ما بوسعنا من أجل حل الصراع وأن نعيش معا في سلام». ورد عليه عباس بالقول «نأمل أن نحصل على دولة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة أن نتنياهو وافق على الإفراج عن أكثر من 80 أسيرا حكم عليهم بالسجن لمدد طويلة وبعضهم حكم عليهم قبل التوقيع على اتفاقيات أوسلو. وسيتم إطلاق سراحهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذا أفضى الاجتماع المقرر بين الوزيرة تسيبي ليفني، والدكتور صائب عريقات إلى نتائج إيجابية.