تختلف الإجابات بتفاوت فهم تعريف القوة وصورها ومعانيها. عرفنا قويا قتل الملايين ودمر مدنا بمنازلها ومصانعها وسرق دولا بأموالها. كان ذاك هتلر ولم يغن عنه أحد ولا شيء لينتهي هاربا ذليلا منتحرا في مخبأ. كم من مدع القوة والتمكن يوما صار لا شيء بعده. تبعا للحقيقة الواقعة يصبح السؤال الصائب هو عن قوة فيك لا تنفصل عنك، تتمتع بها في كل وقت، لا أحد يسلبها ولا يضعفها إلا إن أردت أنت. كل قوة من مال وصيت وسلطان وإرث ونسب وسلاح ومتاع مهما تنوعت وبهرت تظل منفصلة عن صاحبها، فكيف له ان يفخر بها وينسبها لنفسه أو يطمئن إليها وهي لا ترد عنه قلقا ولا كآبة ولا مرضاً وإن لم تخذله مبكرا فستتركه وحده في حجيرته الأخيرة؟ يكذب من يقول عن قوة خارجبة منفصلة عنه إنها قوته، وإن قال وثبت انه يفعل بها ما يشاء فهو يظل يفعل "بها" لا يفعل "هو". ليس من قوة يدعيها أي انسان سوى ما بنى في داخله ونفسه وأغناه، ما يقدر ان يكون له بها شأنا قبل أن يلجأ لقوة خارجة عنه من بشر أو أملاك أو نسب أو صيت أو ارصدة. فاقد القوة المفتون المختال بأنه قوي بالعدد والمتاع فيهوي في النار وصفه سيدي عليه الصلاة والسلام بأنه "كل عتل جواظ مستكبر"، ووصف صاحب القوة الحقة مهما كانت هيئته قائلا: "رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره". إنها قوة الإيمان بالله بنورها وفضلها وتأثيرها وبقائها. فهل أنت قوي ومستغن بإيمانك؟. فارس محمد عمر – المدينة المنورة