متابعة السوق المالية تصيب بالغثاء، فإن تعافى الدولار انتكست أسعار البترول وإن تحسنت، فإنك ستجد "الداو أو الناسداك" قد هوت, فعلا لوغاريتمات لم تضاف إليها الأحدث والأوضاع الداخلية والمحلية وإن تضافرت إيجابا, فإنك أمام عتل جواظ مستكبر يكسر الحجر بملياراته, وإذا ما استجمع قواه وقوائمه وشكل تحالفا مع القوى التي تشكل الصانع، فهيت لك، وله المحاولة مجرد محاولة الاقتراب من عش الدبابير ستواجه برش قوة ثلاثية للإبادة، يفقدك ما تبقى من صوابك إن تبقى في رصيدك مثقال ذرة من صواب، ناهيك عن تطاير مدخراتك كما تتطاير حبات الدقيق المطحون إذا نثرت من علو في يوم عاصف، لاتبقي ولا تذر، ولمن يستجيبون للتوصيات التي تقتحم هواتفهم المتحركة فإن تحركاتهم محسوسة ومحسوبة لصالح ذاك الداخل الجديد، الذي ما فطن بعد أبعاد اللعبة، ولم يجالس أويقرأ لمن شغلهم الشاغل بث الإشاعة وملاحقتها إلى أن تصبح حقيقة، وتجد جلهم وقد انكفأ خلف شاشته التي سرقت ما تبقى له من بصر ناهيك عن بصيرته المؤجرة!. وإن كان المال عديل الروح فإن ثقافة الاستثمار مغيبة نهائيا وتحتاج للتصدي لها من خلال مؤسسات المجتمع المعنية لرفع مستوى الثقافة الاستثمارية خلافا للواقع الذي انبرى له عدد من المحللين والمضاربين والطارئين، من خلال استثمارهم جهل المجتمع المطبق الذي فتح عينيه على نشاط بسيط يضاعف المدخرات بشكل مذهل وغيب عن ذهنه أنه أيضا يسرقها في رابعة النهار، دون أن تنجح وسائل الصد والرد من ابتلاع الأخضر واليابس، وأن الاستثمار لسنوات كفيل بتحويل الريال إلى مائة ريال إذا وظف في مكانه الصحيح.