تحولت كرة القدم في السنوات الأخيرة من مرحلة الهواية إلى مهنة وصنعة يقتات منها الكثيرون من نجوم كرة القدم في جميع دول العالم فهي اللعبة الشعبية الأولى، وبعد تطبيق نظام الاحتراف زاد الاهتمام باللعبة وأصبحت صناعة تعتمد عليها بعض الدول في جلب الاستثمارات وتنمية السياحة وزيادة الدخل، ولكن هناك تحولات في كرة القدم، فاللاعبون وهم العنصر الأهم في هذه اللعبة التي أصبحت مصدرا للرزق بالنسبة لهم تمر حياتهم الرياضية بالكثير من المنغصات لعل أهمها (الإصابة) التي تحدث لهم أثناء اللعب والتي تتعدد أسبابها فمنها ما هو بسبب الخشونة الزائدة أو الحماس من قبل اللاعب ووسط هذه الأسباب المتعددة يبرز سبب أخير وهو (العين والحسد) حيث إن كثيرا من لاعبي كرة القدم حدثت لهم إصابات شخصت على أنها عضوية وتم علاجها ولكنها تعود بسرعة وبمجرد مشاركة اللاعب في المباريات مما يعني أن هناك أمرا ما يمنع من الشفاء التام والعودة وقد يكون ذلك غير محسوس ثم يتم اللجوء للرقية الشرعية التي تكون عادة الخيار الأخير للاعب وعلى طريقة المثل الشعبي آخر الطب (الكي) وفي هذا التقرير نحاول استطلاع رأي بعض اللاعبين ورأي الدين في هذا الموضوع من خلال التقرير التالي: بداية يقول اللاعب الدولي حسين عبدالغني: العين حق وهي مذكورة في القران والسنة النبوية وهي تصيب الجميع وليس لاعب كرة القدم فقط وعندما حدث لنا إصابة نتعالج بالطب وإذا استعصي الأمر لا بد من اللجوء للرقية الشرعية وبالنسبة للحسد فكل ذو نعمة محسود والحاسد هو شخص مريض لا يتمنى الخير لغيره وفي كل الأحوال لا بد للإنسان أن يتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أموره والله الحافظ سبحانه وتعالى. لاعب الشباب نايف هزازي يقول: العين موجودة حتى في الرياضة، والإنسان مبتلى وقد تحدث الإصابة الرياضية بسبب العين خاصة في هذا الزمن لكن دائما نتوكل على الله سبحانه وتعالى، والحسد موجود وكذلك الغيرة والله يحفظنا. قصة قرني النصر تعتبر قصة لاعب نادي النصر الواعد عبدالله القرني هي آخر قصص الإصابة بالعين والحسد، وهو الذي حدثت له أعراض غريبة كما يقول بعد معسكر الفريق الأول في إيطاليا، حيث كان يشعر بآلام مبرحة في كافة أنحاء جسمه تم تشخيصها بأنها عين، هذا من ناحية مشايخ الشرع، فيما شخصت الحالة على أنها إصابة بمرض السكري، ويقول عبدالله: في إحدى المباريات الودية أمام الرياض شعرت بأشياء غريبة تزامن معها ارتفاع في سكر الدم وتدهورت الحالة حتى أنني كدت أفقد بصري ولدي قناعة تامة بأن ما حصل لي هو بسبب (العين والحسد) والحمد لله أنا أداوم على الرقية الشرعية وبحول الله سوف أعود أفضل من السابق. الجدير ذكره أن اللاعب انتقل للفتح من النصر وتم منحه مخالصة مالية من قبل الإدارة الفتحاوية وهو بدون ناد حاليا. قصة مالك الجميع يعرف اللاعب الدولي السابق مالك معاذ والذي بزغ بشكل كبير وملفت للنظر وحقق شهرة كبيرة قبل أن يعود للانتكاس بعد إصابته في إحدى مباريات ناديه السابق الأهلي وتم إرسالة خارج المملكة للعلاج إلا أنه عاد وغاب عن التهديف وسرت الشائعات بإصابته بالعين، فيما ذهب البعض إلى التاكيد أنه تم عمل (سحر) للاعب مستشهدين بوجود ساحر أفريقي قبل إحدى المباريات الهامة للأهلي وهو الشيء الذي يؤكد موضوع انتقل مالك معاذ عن الأهلي وتوجهه لنادي النصر، إلا أنه لم يستطع الاستمرار وانتهى بطريقة لم يكن الكثير من المتابعين للوسط الرياضي يتوقعونها، ولجوء بعض المنتمين في الوسط الرياضي لهذه الأساليب بعيد عن الشرعية في الدين والمنافسة الشريفة في كرة القدم، وتظل الاحتمالات موجودة بين اليقين والاحتمال هل ما أصاب مالك معاذ سحر أو عين وحسد، خاصة بعد بروزه بشكل كبير لدرجة جعلت الجيل المعاصر لفترة مالك معاذ يعتبرونه قدوة لهم رياضيا ويقتدون به خلقيا فهو نموذج للاعب والإنسان ولكن ما أصابه وضع أكثر من علامة استفهام. الجانب الديني يجمع أهل العلم ورجال الدين على أن قراءة الورد والأذكار تحمي الإنسان بعد الله من كل سوء وتقينا من الشر والحسد والعين والسحر والشيطان، وفي سؤالنا لمجموعة من الرقاة الشرعيين (بالعين والحسد) قال الشيخ يوسف المنصور (مفسر الأحلام والراقي الشرعي): إن العين والحسد موجودة ومذكورة في القران والسنة النبوية وما يتعرض له لاعبو كرة القدم أحيانا قد يدخل في هذا، ونصيحتي دائما للمسلمين عامة سواء رياضيين أو غيرهم أن يحافظوا على قراءة (أذكار الصباح والمساء) فهي تقي من العين والحسد بإذن الله تعالى، والقران الكريم وصف الحاسد ب «الشر» يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (ومن شر حاسد إذا حسد)، لذا يجب على المسلم التزام الدين والمحافظة على الصلوات والاستغفار، كما يجب على لاعبي كرة القدم والرياضيين عامة عدم البطر في النعمة حيث إننا نسمع أن هناك لاعبين في كرة القدم يحصلون على مبالغ كبيرة تقدر بالملايين من مقدمات العقود يجب أن يتصدقوا عنها ويجب أن يكونوا قريبين من الله سبحانه وتعالى في السراء والضراء.