أكد خبراء ومحللون سياسيون لبنانيون ل «عكاظ» أن الحكومة المصرية الجديدة مطالبة بالعمل الحثيث والسريع على تثبيت الاستقرار الداخلي لأن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة العربية بأكملها، مشيرين إلى أن التغيير في مصر يشكل بوصلة لتصويب مسار الربيع العربي. وقال الخبير في الشؤون العربية الدكتور عامر مشموشي رغم أنه لم يمض على تشكيل الحكومة المصرية الجديدة بعد الحركة التي حصلت في مصر وأبعدت الإخوان المسلمين عن السلطة، لوضع برنامج عملها على الصعيدين الداخلي والإقليمي، إلا أن هذه الحكومة كما غيرها من الحكومات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي تغلي في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف في ظل الانقسام العربي الكبير، وانطلاقا من كون مصر الدولة العربية الأكبر، فإنه تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة في لململة الدول العربية وتوحيد خياراتها حول أهداف مشتركة. فلا بد لهذه الحكومة حتى لو كانت انتقالية أن تأخذ بعين الاعتبار دور مصر في توحيد الموقف والصف العربي باتجاه التحديات التي تشغل الامة منذ فترة لا يستهان بها من الزمن بدءا من سوريا إلى فلسطين. وختم مشموشي بقوله من أولى مهام الحكومة المصرية الجديدة إعادة اللحمة إلى العالم العربي بعد حالة التشرذم وهذا ما يمكن أن تقوم به رغم قصر عمرها لأنها انتقالية ولفترة زمنية محددة. من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور انطوان أن إعلان الحكومة المصرية وأدائها اليمين الدستورية يؤكد أن مصر دخلت بشكل ثابت وقوي نحو ترسيخ التغيير والتصويب الذي حصل بشأن ثورتها، قائلا من هنا تكمن أهمية استقرار مصر وهو استقرار للعالم العربي بأكمله، فلا يمكن للعرب أن يكونوا بخير ومصر ليست بخير، فالاستقرار سيسمح لمصر أن تعود للعب دورها الريادي في العالم العربي كما سيسمح لها أن تشكل رافعة لكافة حركات التغيير الحاصلة. فالشعب المصري أثبت أنه شعب لا يساق بالتطرف ولا بالإرهاب وأن الحاضنة الشعبية العربية هي الكفيلة وحدها بوقف التطرف وهزيمته. ومن جهته، قال رئيس حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز إن الحكومة المصرية الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية تؤكد أن مصر ماضية بكل ثقة نحو الاستقرار والانطلاق باتجاه المستقبل. وهذه الحكومة مطالبة بترسيخ روح التعاون العربي من أجل مصلحة الشعوب العربية والابتعاد عن سياسة المكائد والمؤامرات الضيقة، فنحن أمة وسط ولا يمكننا العبث إلا بروح الوسطية والحوار والتعايش بعيدا عن التطرف والحزبية الضيقة التي تقضي على كل القيم التي نتميز بها كعرب وكمسلمين. وأضاف أن الحكومة المصرية الجديدة أمامها تحديات كبيرة داخليا وخارجيا ولعل أبرزها ملفان الأول هو الملف السوري والثاني الملف الفلسطيني، فمصر كانت تلعب دورا بارزا على صعيد هذين الملفين وهو ما يجب أن يستعاد مع هذه الحكومة الجديدة مما يعطي زخما كبيرا وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحكومة الجديدة، مطالبة بإزالة الالتباس الحاصل مع الثورة السورية بشكل سريع والذي حاول البعض ترويجه مؤخرا. كما على الحكومة العمل على لعب دور كبير على صعيد المصالحة الفلسطينية أو على صعيد الحراك الأمريكي الحاصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.