تعمل الجهات الأمنية على مدار الساعة لراحة وسلامة وطمأنينة قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين، وهم يعملون على تنفيذ مهمات دقيقة ليس لها مثيل في أي موقع آخر، حيث إن جميع العاملين في غرفة العمليات في المسجد الحرام نذروا أنفسهم لتحمل المسؤولية ولديهم اليقين بأن أجرهم في خدمة المعتمرين عند ربهم، حيث إنهم أثناء تنفيذ مهامهم يرددون «عينان لا تمسهما النار.. عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله». حيث يراقب رجال الأمن المرابطون في غرفة العمليات في المسجد الحرام تحركات الزوار والمعتمرين والمصلين وقياس نبض 100 باب في الحرم ورؤيتها مباشرة في آن واحد بعد أن تمكنت غرفة العمليات من ربطها ب1170 كاميرا رقمية تم توزيعها في كافة أنحاء المسجد الحرام بدءا بالبدروم والطوابق والأسطح وصحن المطاف والأبواب والساحات في جميع الاتجاهات بما في ذلك التوسعة الجديدة، حيث تنقل عبر البث المباشر الصور إلى أكثر من 200 شاشة عملاقة وأجهزة متطورة عالية الدقة والحساسية في غرفة العمليات. وقال قائد أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيى مساعد الزهراني إن غرفة العمليات تعمل على مراقبة كل الوضع الأمني داخل المسجد الحرام لحظة بلحظة وتتابع العاملين من رجال الأمن في الميدان ومناطق تواجدهم، وتباشر في توجيههم للتدخل متى رأت الضرورة لذلك وتعمل على توجيه العاملين في الميدان إلى تحويل جموع المصلين للمناطق الأقل كثافة، وتصدر التعليمات بمنع دخول غير المصلين إلى المطاف في أوقات الذروة فهي القلب النابض لرصد كل صغيرة وكبيرة. وقال: المراقبة الأمنية لزوار بيت الله الحرام تتم عبر كاميرات منتشرة في أرجاء المسجد الحرام بطوابقه وصحن الطواف والساحات المحيطة به ومراقبة حركة المشاة وأماكن الكثافة، يجري تشغيلها ومتابعتها بواسطة أفراد الأمن منسوبي القيادة، بعدما خضعوا لبرنامج تأهيلي ودورات مكثفة في استخدام هذه الكاميرات والتعامل معها، بما يحقق الأهداف الأمنية والتنظيمية، إذ يأتي في طليعة أهداف المراقبة عبر الكاميرات إدارة الحشود، وتحديد مواقع الكثافة البشرية، وتوحيد العاملين لإدارة الحركة ميدانيا. وأشار إلى أن هذه الأنظمة والتقنيات الحديثة في رصد تحركات المعتمرين أسهمت بشكل كبير في إعادة توجيه المعتمرين إلى المواقع التي يقل فيها الزحام وإعطائهم تنبيهات عبر إشارات ضوئية إلكترونية. وأوضح أن الكاميرات تتابع وترصد الحشود، وذلك لتمكن القيادات الأمنية من وضع الحلول، والتمكن من توجيه الفرق الميدانية لعدد من الجهات الأمنية للتدخل في تفكيك الحشود وفق خطط مدروسة تساعدهم على جعل الحركة داخل المسجد الحرام انسيابية. وأضاف أن قيادة أمن الحرم المكي الشريف جهزت كل الإمكانات البشرية والآلية لتنفيذ تدابير مواجهة الكثافة البشرية المتوقعة خلال شهر رمضان المبارك، للتعامل مع مختلف المخاطر المحتملة، مشيرا إلى أن عدة هناك مراحل لخطة قيادة قوة أمن الحرم لمواجهة الطوارئ في شهر رمضان ولكل مرحلة الخطط الأمنية التي تناسبها، حيث بدأنا أولى خططنا مع بداية شهر رمضان المبارك وهي تسير وفق ما خطط لها وهناك خطط في العشر الأخيرة بما تشهده من زيادة هائلة في أعداد المعتمرين تتطلب استعدادات خاصة من حيث القوى البشرية والآلية وخارطة انتشارها ولاسيما أن هذا العدد الكبير من المعتمرين يجتمعون في الحرمين الشريفين لصلاة المغرب والعشاء والتراويح، ويفدون لأداء مناسك العمرة وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود، وأعرب عن ثقته في قدرات رجال قوات أمن الحرم وجاهزيتهم لأداء رسالتهم الإنسانية والوطنية والأمنية، واستشعارهم لعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على سلامة المعتمرين ليكونوا كعهدهم عند حسن ظن ولاة الأمر بهم. وكشف عن إنشاء غرفة عمليات جديدة مجهزة بأحدث التقنيات والكاميرات، في توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي. وحول الخطة الأمنية لجسر المطاف المعلق قال: تم وضع الخطة التي تناسب الوضع الجديد للمطاف المعلق الهادفة إلى سلامة وأمن المعتمرين والخطط الأمنية تتغير بتغيرات الوضع القائم في المسجد الحرام بحيث إنها تتغير مع تغير الوضع الأمني والوضع التشغيلي في الحرم، موضحا أن خطة شهر رمضان التي تطبق حاليا هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة نظرا لما يشهده الحرم من مشاريع تطويرية داخله وفي الساحات الخارجية، وخطط القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام تتغير بتغير الوضع الميداني في الممرات وما يتعلق بتحويل المصلين وتحويل الساعين والطائفين، مشددا على أن رجال الأمن يتعاملون بكل حرفية وإتقان مع كتل بشرية تدخل وتخرج من وإلى الحرم المكي ومع طائفين ومع معدات ثقيلة تدخل وتخرج من وإلى صحن المطاف، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور تدار بكل دقة ولم تسجل أي حالة خطيرة. وأشار اللواء الزهراني إلى أنه يشارك في غرفة العمليات مندوب من مختلف الجهات ذات العلاقة يتلقى التوجيهات من المسؤولين في غرفة العمليات بحيث يكون ضابط اتصال يتولى نقل أي ملاحظة للجهة التي يتبعها. قائد قوة أمن المسجد الحرام أوضح أن العاملين في غرفة المراقبة من الكفاءات المتخصصة في التعامل مع الكاميرات باحترافية وتم تدريبهم على أعلى المستويات ويتمتعون بقدرات متطورة في آليات التعامل مع أي طارئ يواجههم ولديهم مطلق الصلاحيات بتوجيه كافة الأفراد والضباط في الميدان لإنهاء أي ملاحظة يتم رصدها، موضحا أن غرفة العمليات تعمل على تمرير توجيهات القيادة إلى العاملين في الميدان، ومراقبة كل ما يحدث داخل المسجد الحرام وساحاته عن طريق الكاميرات من خلال رصد جميع الملاحظات ومعالجتها وتلافيها، ومتابعة وضبط الحالات الجنائية والظواهر السلبية ومتابعة تسليمها للجهات ذات الاختصاص.