تراقب أعين رجال الأمن في غرفة العمليات الخاصة بقوة أمن الحرم المكي الشريف، حركة المعتمرين والمصلين والزوار وحجم الطاقة الاستيعابية للحرم، من خلال ربط غرفة العمليات بما يقارب 750 كاميرا رقمية موزعة في مختلف أنحاء الحرم المكي الشريف وساحاته، لمشاهدة تلك الحشود البشرية ومتابعتها. "عكاظ" رصدت من داخل غرفة عمليات قيادة أمن الحرم الحركة الدؤوبة والجهود الكبيرة التي يقوم بها رجال الأمن في تأمين سلامة الزوار والمعتمرين وإدارة الحشود في مناطق الكثافة البشرية بقدرات أمنية عالية ومتطورة وحديثة، حيث إن العمل مقسم داخل غرفة العمليات حيث يتم رصد كل حركة ويعمل على تمريرها الى العاملين في الميدان لمباشرة كل الملاحظات أولا باول دون تأخر أو تراخ. وأوضح قائد قوة أمن الحرم اللواء يحيى بن مساعد الزهراني أن المراقبة الأمنية لزوار بيت الله الحرام تتم عبر كاميرات منتشرة في أرجاء المسجد الحرام بطوابقه وصحن الطواف والساحات المحيطة به ومراقبة حركة المشاة وأماكن الكثافة، حيث يبلغ عدد الكاميرات 750 كاميرا، يجري تشغيلها بواسطة أفراد الأمن منسوبي القيادة، بعدما خضعوا لبرنامج تأهيلي ودورات مكثفة في استخدام هذه الكاميرات والتعامل معها، بما يحقق الأهداف الأمنية والتنظيمية، إذ يأتي في طليعة أهداف المراقبة عبر الكاميرات إدارة الحشود، وتحديد مواقع الكثافة البشرية، وتوحيد العاملين لإدارة الحركة ميدانيا. وأشار إلى أن هذه الأنظمة والتقنيات الحديثة في رصد تحركات المعتمرين أسهمت بشكل كبير في إعادة توجيه المعتمرين إلى المواقع التي يقل فيها الزحام واعطائهم تنبيهات عبر اشارات ضوئية الكترونية. وأوضح أن الكاميرات تتابع وترصد الحشود، وذلك لتمكن القيادات الأمنية من وضع الحلول، والتمكن من توجيه الفرق الميدانية لعدد من الجهات الأمنية للتدخل في تفكيك الحشود وفق خطط مدروسة تساعدهم على جعل الحركة داخل المسجد الحرام انسيابية. وأضاف أن قيادة امن الحرم المكي الشريف جهزت كل الإمكانات البشرية والآلية لتنفيذ تدابير مواجهة الكثافة البشرية المتوقعة خلال شهر رمضان المبارك، والوصول إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد للتعامل مع مختلف المخاطر المحتملة، مشيرا إلى أن عدة هناك مراحل لخطة قيادة قوة امن الحرم لمواجهة الطوارئ في شهر رمضان ولكل مرحلة الخطط الامنية التي تناسبها، وهناك خطط في العشر الأخيرة بما تشهده من زيادة هائلة في أعداد المعتمرين تتطلب استعدادات خاصة من حيث القوى البشرية والآلية وخارطة انتشارها ولا سيما أن هذا العدد الكبير من المعتمرين الذين يجتمعون في الحرمين الشريفين لصلاة المغرب والعشاء والتراويح، والذين يفدون لأداء مناسك العمرة وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود. وأعرب عن ثقته في قدرات رجال قوات امن الحرم وجاهزيتهم لأداء رسالتهم الإنسانية والوطنية والامنية، واستشعارهم لعظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على سلامة المعتمرين ليكونوا كعهدهم عند حسن ظن ولاة الأمر بهم.