يراقب رجال الأمن المرابطون في غرفة العمليات في المسجد الحرام تحركات الزوار والمعتمرين والمصلين وقياس نبض 95 بابا في الحرم ورؤيتها مباشرة في آن واحد بعد أن مكنت «العين الإلكترونية»من ربط غرفة العمليات ب 1175 كاميرا رقمية تم توزيعها على 65 منطقة في كافة أنحاء المسجد الحرام بدءا بالبدروم والطوابق المتكررة والسطح وصحن المطاف والأبواب، حيث تنقل عبر البث المباشر الصور إلى أكثر من 200 شاشة عملاقة وأجهزة متطورة في غرفة القيادة المركزية. «عكاظ» رصدت صلاة التراويح من داخل غرفة العمليات الحركة الدؤوبة لقاصدي بيت الله الحرام والجهود الكبيرة التي تبذلها قوة أمن المسجد الحرام في حفظ الأمن ومنع التدافع وإدارة الحشود في مناطق الكثافات بقدرات أمنية متطورة وبحس أمني يواكبه إخلاص وكفاءة رجال الأمن في الميدان، حيث لا مكان للاجتهاد والتراخي فجميع المأمورين في غرفة العمليات شاخصة أبصارهم يراقبون التحركات ونبض المسجد الحرام، لا تنبس شفاههم بكلمة إلا في حال إبلاغ العاملين في الميدان تلافي بعض الملاحظات، كل منهم يعمل وفق مهمة محددة، فالمهام والمسؤوليات كثيرة ومتنوعة، لكنهم يجتمعون على حس أمني واحد، استشعارا للمسؤولية. ترتبط غرفة العمليات بالعديد من الكاميرات التي ترصد تحركات الجموع الغفيرة لكن هذه الكاميرات تتوزع وفقا لأهمية المواقع البعض منها ثابت والأخرى متحركة فهناك كاميرا مخصصة للإمام لا تفارقه حتى إتمام الصلاة، وكاميرا أخرى لمراقبة التدافع حول الحجر الأسود، و95 كاميرا ثابتة لمراقبة الأبواب. غرفة العمليات هي العامل الرئيس في مراقبة تطبيق الخطط الأمنية وضمان نجاحها على الوجه الأكمل فمنها تبدأ التوجيهات وإليها تنتهي العمليات، تراقب الحرم لحظة بلحظة على مدار اليوم تحصر العاملين من رجال الأمن في الميدان ومناطق تواجدهم، وتباشر في توجيههم للتدخل لإلقاء القبض على سارق أو فك الاختناق أو تحويل جموع المصلين إلى المناطق الأقل كثافة، وتصدر التعليمات بمنع دخول غير المصلين إلى المطاف في أوقات الذروة. قائد قوة أمن المسجد الحرام العميد يحيى الزهراني أكد ل «عكاظ» أنه تم الانتهاء من ربط توسعة خادم الحرمين الشريفين الجديدة بغرفة العمليات والتي تم تشغيلها جزئيا في مطلع شهر رمضان الحالي، استكمالا لخطط قوة أمن الحرم بربط كافة اجزاء المسجد الحرام بغرفة العمليات من خلال توزيع الكاميرات وربطها بالشاشات لنقل الصور الحية لغرفة العمليات، مضيفا أن غرفة العمليات ترصد الملاحظات التي تنقلها الكاميرات وتتولى تسجيلها وإبلاغ رجال الأمن في الميدان بتلافيها ويتولى العاملون في غرفة المراقبة متابعة تحركات الحشود داخل المسجد الحرام والتأكد من خلو «المشايات» من المصلين ومتابعة دخول وخروج المصلين من وإلى المسجد الحرام، وهو وقت قياسي مقارنة بالكثافات البشرية التي تقصد المسجد الحرام هذه الأيام، ورصد القضايا الجنائية، وتثبيت الكاميرات على من يتم الاشتباه به ومراقبته كما تجري غرفة العمليات جولات مراقبة الكترونية بين الحين والآخر، وتضطلع غرفة المراقبة بتطبيق الخطط الخاصة بصلاة الجمعة وصلاة العيدين، ومراقبة الجنائز، ويشارك في غرفة العمليات مندوب من مختلف الجهات ذات العلاقة يتلقى التوجيهات من المسؤولين في غرفة العمليات بحيث يكون ضابط اتصال يتولى نقل أي ملاحظة للجهة التي يتبعها. وأوضح قائد قوة أمن المسجد الحرام «أن العاملين في غرفة المراقبة من الكفاءات المتخصصة في التعامل مع الكاميرات باحترافية ومدربين على أعلى المستويات ويتمتعون بقدرات متطورة في آليات التعامل مع أي طارئ يواجههم ولديهم مطلق الصلاحيات بتوجيه كافة الافراد والضباط في الميدان لإنهاء أي ملاحظة يتم رصدها، ويراقبون عن كثب مناطق الحجر الأسود والحجر ومقام إبراهيم وصحن المطاف والمسعى، وهناك عمليات نوعية رصدتها غرفة العمليات تمكنت قوة أمن الحرم من خلالها إلقاء القبض على عصابات تخصصت في النشل والسرقة داخل المسجد الحرام. ويؤكد النقيب منصور سعيد القحطاني المشرف على غرفة العمليات والمراقبة الأمنية في المسجد الحرام «أن غرفة العمليات تمرر توجيهات القيادة إلى العاملين في الميدان، وتضطلع بمهام متابعة ومراقبة كل ما يحدث داخل المسجد الحرام وساحاته عن طريق الكاميرات من خلال رصد جميع الملاحظات وتصويرها وحفظها للعمل على معالجتها وتلافيها مستقبلا ورصد الإيجابيات وتطويرها والاستفادة منها وتصوير المناسبات الدينية وتوثيقها، ومتابعة وضبط الحالات الجنائية والظواهر السلبية ومتابعة تسليمها للجهات المختصة». وأشار النقيب القحطاني «أن غرفة العمليات تتلقى بلاغات التائهين وتحيل البلاغ لرجال الأمن في بوابات المسجد الحرام وتباشر على الفور البحث عن التائه إلكترونيا عن طريق توجيه الكاميرات في المكان الذي فقد فيه الطفل وفق المعلومات الواردة في البلاغ، ويراقب العاملون في غرفة العمليات 95 بابا و 8 سلالم كهربائية، ويتولى كونسلت المراقبة متابعة الإمام أثناء الدخول وأثناء الصلاة وحتى خروجه من المسجد الحرام».