أكد صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا، أن ملتقى الدعوة في أفريقيا يحظى بدعم حكومة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني. وقال الأمير بندر بن سلمان، في افتتاح الدورة ال 22 للملتقى الذي افتتح البارحة الأولى في الرياض بعنوان «وحدة الصف وأثره في استقرار المجتمعات»: إن القارة الأفريقية ليست كما يعتقد البعض منسية، فهذه اللقاءات شاهد على عدم نسيانها، هذه القارة أرشد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أول هجرة لأصحابه»، مشيرا إلى أن الملتقى تتبعه مناشط وفعاليات أخرى في المدينةالمنورة ومكة المكرمة، وستعقد العديد من اللقاءات مع علماء أفريقيا. من جانبه، أوضح مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمته، أن وحدة الصف واجتماع الكلمة والاستقرار له دوره في عزة الأمة وانتظام حياتها وشؤونها في دنياها وآخرتها. وأكد أن الاستقرار لا يتم إلا بالأمن الذي يكون سبيلا لتحقيق شريعة الله، مبينا أن شريعة الإسلام جاءت بحفظ الضرورات الخمس. وقال المفتي العام: إن ضعف الأمن في بعض البلاد يعود إلى تعطيلهم لشرع الله ووجود الأحزاب المختلفة التي هي سبب لتفريق الأمة، وإن العالم الإسلامي يئن اليوم تحت وطأة التحزب والانقسام، ولنا عبرة فيما يحدث في بعض بلدان العالم الإسلامي الحاضر من فتن وانقلابات تسببت في الذل والهوان لهذه الأمة وقضت على ثرواتها وقوتها وفرقت أبناءها، ونحث أبناء الأمة الإسلامية أن يعودوا إلى رشدهم وأن يحكموا شرع الله، وأن يعلموا أن مصلحة الأمة مقدمة على كل رأي». وأضاف سماحته: «اشتهرت هذه البلاد بنعمة الأمن والاستقرار لأنها تحقق شرع الله، وتقيم حدوده، لذا تجد الأمن والاستقرار وهي من نعمه سبحانه وتعالى، وقد وفقنا الله بقيادة رشيدة وحكيمة عادلة جنبتها الوقوع في التحزبات والصراعات السياسية بحكمة وبصيرة والحرص على مصالح الأمة». أما رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا الشيخ خيار شيخ محمد آمان أحمد، فأكد في كلمته على دور المملكة البارز والمميز تجاه أفريقيا، والمتمثل في نشر الإسلام والخير فيها ودعم قضاياها الإسلامية، معربا عن شكره لرئيس لجنة الدعوة في أفريقيا على اهتمامه ودعمه وترسيخ دعائم الدعوة في أفريقيا، وفق منهج السلف الصالح، مشيرا إلى أن ذلك يأتي من منطلق اهتمامه بالمسلمين في أفريقيا. إلى ذلك، أوضح مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن وحدة الصف في أي بلد مسلم ينبغي أن تنطلق من نصوص القرآن والسنة وما كان عليه سلف الأمة وعلماؤها، وإن المنطلقات الحقيقية والمعايير الشرعية التي يمكن أن نستلهم منها وحدة الصف وتكون آثارها على النفوس والحياة بكافة أشكالها هي في دين الله عز وجل وفي عقيدة التوحيد، داعيا المشاركين إلى الاستفادة من كل ما يطرح في الملتقى، والتعرف على تجربة المملكة التي تزداد لحمتها الوطنية والدينية ولله الحمد يوما بعد يوم، وذلك من خلال جهود عظيمة كلها تدعم وتجد التأييد من ولاة أمرنا حفظهم الله، والواجب اليوم عظيم والمهمة على الدعاة وطلبة العلم كبيرة في رأب الصدع وجمع الكلمة وتحذير الناس من الافتراق أيا كان نوعه.