الحديث عن الأحزاب وما جنتهُ على الأمة الإسلامية يتجدد، مفتي عام المملكة يحذر من التحزُّب وما يترتب عليه من انقسامات تهدر قوة الأوطان مستدعياً ما يقع في بعض دول العالم الإسلامي من فتن وذلٍ وهوان. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ينبِّه إلى ضرورة وحدة الصف واجتماع الكلمة، ويربط بين الاستقرار والأمن وتطبيق الشريعة، يقول إن الاستقرار، ومن ثمّ تطبيق شرع الله، لا يتحقق إلا بالأمن، يُرجِع عزّ الأمة إلى الاستقرار والتوحد. حديث المفتي يبدو متحققاً على هذه الأرض، أمنٌ واستقرارٌ وحرصٌ على تطبيق الشريعة ووحدة العباد بعيدا عن الصراعات الأيديولوجية والتحزبات. ننظر حولنا فلا نجد إلا الفُرقة، نرى أبناء الوطن الواحد وهم يتقاتلون فيما بينهم باسم الأحزاب، دماء وبغضاء وكراهية متبادلة، حروب كلامية وشائعات مغرضة، روحٌ لا نعرفها هنا ولا نقبل أن تنتقل إلينا تحت أية مسميات، قيمٌ أخذ بها إخوةٌ لنا في الدين فأضروا بأوطانهم. نسألُ أنفسنا: هل الأحزاب والتيارات غاية أم وسيلة؟ في الواقع هي وسيلة تلجأ إليها دول، وتغيب في دولٍ أخرى، هي آلية لتسيير الشأن العام، ونحن هنا في المملكة ندير شأننا بآليةٍ أخرى، بالاحتكام إلى الشريعة السمحة، وبتوحيد جهود الأمة ليتقدم الوطن ويتطور، نحن حالة خاصة، نحقق الغاية بوسيلة مختلفة دون اللجوء إلى آليات تفرِّقنا، نحافظ على ما تحقق من مكتسبات بتثبيت الأمن والاستقرار، ونواكب العالم في تطوراته الاقتصادية والعلمية. نقد التحزُّب وبيان سلبياته مهم في هذا التوقيت ليدرك المواطنون خطورته، وليعقدوا المقارنات بين نتائجه ونتائج وحدة الصف والكلمة.