كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا عندما انطلقت السيارة باتجاه سوق السبت في ثوبه الجديد بعد خلع ثوبه القديم سوق ( الخميس ). فللمرة الأولى تفترش البضائع على اختلافها الطرقات، والمباسط، المختلفة ، حيث بدت الأمور أكثر من غريبة بعد عقود طويلة من ممارسة البيع في أيام الخميس. فالطريق المؤدي إلى السوق بعد التحول المنسجم مع تغيير الإجازة الأسبوعية، كانت صعبة للغاية جراء عشرات المركبات التي تتوزع على طرفي الطريق، فضلا عن السيارات الكثيرة المحملة بمختلف أنواع البضائع. تجربة مشجعة عبد الله الخميس « بائع» قال: إن التجربة جديدة و لكنها مشجعة للغاية. فالسوق يعج بالمتسوقين على اختلافهم، مبينا، أن اختلاف المسمى لا يعني كثيرا بالنسبة للباعة. فالمهم تصريف البضاعة بعيدا عن المسميات التي تذهب بذهاب مسبباتها، لافتا إلى أنه أمضى نحو 20 عاما في السوق، حيث يبدأ مشواره مع ساعات الفجر الأولى و يستمر حتى أذان ظهر، فيما يختلف الوضع في رمضان حيث يكون العمل في ساعات المساء حتى أذان الفجر، مضيفا، أن تجارته تنحصر في بعض الملابس الجاهزة بالدرجة الأولى. بدوره أوضح سعيد مرزوق « بائع» أن الحركة مع بداية الصباح جيدة وبالتالي فإن التحول إلى يوم السبت لم يخلق مشاكل، مضيفا أنه منذ إعلان التحول إلى يوم السبت و البعض لايزال في قلق و تخوف من حدوث نوع من الانحسار بعد تغيير المسمى، بيد أن التجربة الأولى لإقامة السوق يوم السبت بددت جميع المخاوف، مضيفا، أن الازدحام الشديد منذ الصباح، و توافد أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف مناطق الشرقية و بالخصوص من محافظة القطيف يدلل على أن قرار التحول أصاب كبد الحقيقة، ولم يكن قرارا مستعجلا سيدة ذكرتأن عملية تبديل موعد إقامة السوق من يوم الخميس إلى السبت، يخدم الجميع سواء المستهلك أو البائع، مبينة، أن الإصرار على إقامة السوق دون تغيير يعني الخسارة للجميع، لاسيما وأن يوم الخميس بات يوما من أيام العمل الرسمي، مما يقلل من إجمالي المتسوقين القاصدين للسوق، مشيرة إلى أنها بدأت العمل في السوق منذ 25 عاما تقريبا في ممارسة بيع التحف على اختلافها، مؤكدة، أنها تحمل في ذاكرتها الشيء الكثير عن السوق، فهو من الأسواق الشعبية التي تحظى بصدى واسع على مستوى المملكة و الشرقية على وجه الخصوص. فالزبائن الذين يقصدون السوق من مختلف الشرائح الاجتماعية، و كذلك العديد من الجاليات الأجنبية التي تجد في التسوق متعة كبيرة. شعبية السوق وكان الباعة في سوق الخميس اتفقوا على تغيير موعد إقامة السوق ليكون يوم السبت بدلا من الموعد السابق المتداول منذ سنوات ( الخميس ) وقال الباعة إنهم اتفقوا على إبقاء سوق الخميس و سوق الحمام في نفس المكان المعروف للجميع، مؤكدين، على تغيير موعد إقامة السوق إلى يوم السبت بدلا من يوم الخميس، مشيرين إلى أن التغيير يصب في صالح الجميع، نافين في الوقت نفسه صحة ما تردد في الآونة الأخيرة من نقل السوق إلى صفوى، معتبرين ترديد مثل هذه الأقاويل لا يعدو عن كونه « إشاعة»، فضلا عن كون نقل السوق إلى صفوى لا يصب في المصلحة العامة، نظرا لكون المكان غير معروف لدى الجميع، كما أن مستقبل سوق الخميس الشعبي في القطيف سيكون مصيرة مجهولا مما يمهد الطريق أمام هدمه. وأكدوا أن قرار إبقاء إقامة السوق في مكانه الحالي يهدف للحفاظ على شعبية السوق و حيويتها. يشار إلى أن سوق الخميس الشعبي الذي يتوسط محافظة القطيف يمثل مقصدا لأهالي المحافظة منذ سنوات عديدة، حيث يتم عرض الكثير من السلع سواء الحديثة أو الحرفية، فضلا عن الحيوانات و غيرها، إذ يبدأ النشاط الفعلي للسوق مع بزوغ فجر الخميس أسبوعيا و حتى ساعات الظهير على مدار العام.