تدب الحياة بشكل أسبوعي في سوق الخميس الشعبي منذ ساعات الفجر الأولى وحتى أذان الظهر، حيث تبدأ البضائع في التقاطر نحو الموقع الذي يقع بجوار شارع المحيط منذ ساعات الليل وتستمر حتى الصباح، فيما يفضل البعض جلب بضائعه مع أذان الفجر، حيث تبدأ البضائع في الانتشار في جميع المباسط البالغ عددها 058 مبسطا بهدف الاستعداد لعملية البيع. وفي الوقت الذي أجمع فيه مواطنون أن السوق بحاجة إلى مزيد من الرقابة، فإن أمانة المنطقة الشرقية أكدت أنها لا تتهاون في سيناريو الرقابة على السلع في هذا السوق. المواطنون الذين يحرصون على التواجد في الموقع بشكل أسبوعي يتطلعون لزيادة الدور الرقابي من قبل البلدية على بعض السلع الموجودة، مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة وضع السوق على خارطة أعمال البلدية بشكل مستمر، خصوصا وأن السوق يتعامل بمختلف أنواع السلع سواء الغذائية أو الكمالية أو الملابس، مما يستدعي فرض نوع من الرقابة على السوق للحيلولة دون تسرب بعض السلع المضرة بالصحة العامة. وأجمع بعض الأهالي على أن السوق يظل شبه ميت طوال أيام الأسبوع، غير أن الروح تدب فيه باكرا يوم الخميس من كل أسبوع، وتستمر الحركة الاقتصادية النشطة في جميع أرجاء السوق وكذلك الطرق المجاورة له، فضلا عن المناطق القريبة، ففي الوقت الذي تحتل الملابس الجاهزة وبعض السلع الغذائية القسم الأكبر من السوق، فإن الأرصفة تختص بنشاط متعدد، فهي تتوزع بين بيع منتجات الخوص والتبغ والتحف وغيرها من الأنشطة الأخرى، بينما اختار تجار الأقمشة النسائية والبطانيات القسم الجنوبي «خارج السوق»، فيما توزعت مباسط الخضروات والأسماك والحيوانات الأليفة والحمام الجزء الشمالي بشكل أسبوعي، بحيث أضحت هذه المواقع حكرا على تلك الأنشطة. ويلاحظ الزائر لسوق الخميس حركة غير اعتيادية منذ الصباح الباكر، حيث يحرص الأهالي على التبضع من السوق، الأمر الذي يفسر الازدحام الشديد في الحركة المرورية في الشارع الرئيسي المجاور للسوق، كما يجد الزائر صعوبة كبيرة في إيجاد موقف لسيارته، مما يضطره للوقوف على مسافة طويلة والسير على الأقدام حتى الوصول إلى السوق. وقال موسى عمران «بائع» إنه يحرص على جلب البضاعة بعد الساعة العاشرة مساء الأربعاء، حيث يعمد لتجهيز جميع السلع باكرا، بحيث تكون الأمور جاهزة قبل أذان الفجر، مبينا أنه ينام بجوار بضاعته حتى الصباح، وموضحا أن الإقبال على الشراء يختلف باختلاف المواسم، بيد أن الحركة النشطة تدفع الجميع على التواجد بشكل أسبوعي، موضحا، أن الحديث عن موسم قارس البرودة دفعه لشراء بضاعة بمبلغ يتجاوز ال50 ألف ريال، بيد أن المناخ المعتدل نسبيا ساهم في إحداث مخاوف من بقاء تلك البضاعة دون القدرة على تصريفها، مما يضطره للإعلان عن التخفيضات بشكل مبكر. بينما أوضح ماجد عريف «بائع حيوانات» أن بيع الحيوانات الأليفة والحمام مهنة تتطلب مهارات عالية وخبرة، مبينا أنه يمتلك مزرعة تضم الكثير من الحيوانات الأليفة مثل الكلاب الأمريكية والقطط، مضيفا أن غالبية الناس تشتري الكلاب الأمريكية للحراسة، حيث تتراوح أسعارها بين 500 2000 ريال، فيما تتراوح أسعار القطط الشيرازية بين 600 1500 ريال. وذكر حسين الخميس «بائع طيور» أن أسعار الدجاج العربي بين 30 50 ريالا للدجاجة الواحدة، بينما تبلغ قيمة البط الفرنسي والعربي 30 ريالا للبطة، فيما يبلغ سعر الديك الرومي 200 ريال، والدجاج الأمريكي «براهمة» 150 180 ريالا للزوج، والحمام الفرنسي 50 ريالا للحمامة، موضحا أنه يحرص على التواجد في السوق منذ الصباح الباكر وحتى أذان الظهر، وأن الحركة الاقتصادية وتواجد الناس بكثافة يمثلان عاملي تحفيز للحضور للبيع. متابعة مستمرة في موازاة ذلك، أوضح الناطق الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان بأن الأمانة والبلديات الفرعية التابعة لها تولي اهتماما كبيرا بالرقابة على مبيعات الأسواق بما فيها الأسواق الشعبية، مؤكدا وجود متابعة ميدانية لما يتم عرضه من بضائع في السوق. وبين أن هناك جولات ميدانية لفرق الأمانة والبلديات للوقوف على تلك الأسواق ورصد أي ملاحظة توجد وتطبيق الأنظمة في حق المخالفين.