أصيب أكثر من 50 شخصا بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية ببيروت الخاضعة لسيطرة حزب الله، بحسب ما أفاد مصدر عسكري. وقال المصدر إن سيارة مفخخة انفجرت في مرآب للسيارات قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون في منطقة بئر العبد الواقعة في الضاحية الجنوبية. وعرضت قنوات تلفزيونية تابعة لحزب الله لقطات احتراق العديد من السيارات، وجموعا من المتجمعين، وأمكن في الخلفية سماع صوت شاب يطلب من المدنيين الابتعاد. فيما فرض الجيش اللبناني طوقا محكما حول المكان الذي ظهر فيه عناصر غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية ويحملون أجهزة اتصال، وقد لفوا ذراعهم بشارات صفراء. ويرجح أن يكون هؤلاء عناصر من حزب الله الذي يتخذ من الأصفر لونا لعلمه. ورفع فوق مسرح الجريمة غطاء أزرق اللون، في حين عمل المحققون على رفع الأدلة من المكان والحفرة التي تسبب بها الانفجار. وتفقد وزير الداخلية مروان شربل مسرح الجريمة، حيث تعرض قوبل باحتجاج من قبل شبان غاضبين في المنطقة كانوا يرفعون صورا لأمين عام حزب الله حسن نصرالله. وحاول المحتجون الاقتراب من وزير الداخلية، وقام بعضهم برشق الحجارة في اتجاهه، ما دفع حراسه والقوى الأمنية إلى إطلاق النار في الهواء. من جهته، أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الانفجار الذي استهدف منطقة الضاحية الجنوبية، معتبرا أن العودة إلى هذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم. وفي تصريح له، دعا إلى «التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام إعلان بعبدا والاقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية»، مشددا على وجوب احترام أمن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي. كما استنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الانفجار، ووصفه بأنه جريمة بشعة ترمي إلى زعزعة استقرار لبنان وأمن أبنائه، داعيا إلى أقصى درجات اليقظة والتضامن الوطني لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمن لبنان إلى أي جهة انتموا. كما طلب من الأجهزة الأمنية والقضائية «تكثيف تحرياتها من أجل كشف الفاعلين الذين يزرعون الخوف والرعب في نفوس اللبنانيين وإحالتهم الى القضاء المختص». وفي أول تعليق على التفجير، أعلن الجيش السوري الحر في بيان له استنكاره أي تفجيرات تقع في أي مكان إن في سوريا أو في لبنان.