أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الانفجار الذي استهدف منطقة ضاحية بيروت الجنوبية في بئر العبد، معقل حزب الله، أمس وأوقع إصابات وأضرارا كبيرة في الممتلكات. وعد سليمان أن العودة لهذه الأعمال تعيد التذكير بصفحات سوداء عاشها اللبنانيون في فترات سابقة ويريدون الآن محوها من ذاكرتهم. وجدد الدعوة إلى التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام إعلان بعبدا والإقلاع عن مثل هذه الأساليب في الرسائل السياسية، مشددًا على وجوب احترام أمن المواطنين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي. كما استنكر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام الانفجار وعده جريمة بشعة ترمي لزعزعة استقرار لبنان وأمن أبنائه. ودعا سلام إلى التزام أقصى درجات اليقظة والتضامن لتفويت الفرصة على الراغبين في العبث بأمن لبنان، معربا عن أمله في أن تتمكن السلطات الأمنية من اكتشاف منفذي العملية وتقديمهم إلى العدالة. وأفاد مصدر عسكري أن "سيارة مفخخة انفجرت في مرآب للسيارات قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون الإسلامي بمنطقة بئر العبد، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى، حيث تحفظ حزب الله على أسماء القتلى بعد منع وسائل الإعلام من دخول المنطقة. وربطت مصادر متابعة أسباب وقوع الانفجار بدخول "حزب الله" للقتال في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد. وأفادت معلومات أمنية أن الانفجار وقع بعد أقل من 5 دقائق على خروج موكب قيادي ب"حزب الله" من المرآب الذي وقع في داخله الانفجار. وحسب مصادر بالمعارضة السورية فإن التفجير أدى لمقتل نحو 13 عنصرا من حزب الله وإصابة نحو 30 آخرين. وتناغمت مواقف نواب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الذين أهملوا تورط الحزب بسورية، وأشاروا إلى أن الانفجار سببه "الهجوم على الجيش والمقاومة". وبدوره أفاد مدير الإسعاف بالصليب الأحمر جورج كتانة بوقوع 38 إصابة، واشتعال حرائق في عدد كبير من السيارات. وسارع "حزب الله" إلى تطويق المنطقة قبل أن يصل إلى المكان محققو مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. وبدا واضحا أن مجموعة من المواطنين في منطقة الانفجار، جرى دفعهم إلى وسائل الإعلام التي سمح لها بالدخول إلى المنطقة، قد استعملوا لمهاجمة قادة تيار المستقبل، وفي مقدمتهم الرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري. من جهة أخرى، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، أن يكون لإسرائيل أي علاقة بالانفجار. وقال "إسرائيل تراقب تطورات الأمور في سورية ولبنان ولا تتدخل فيها"، مشيرا إلى أن "الحرب الأهلية بسورية انتقلت إلى لبنان بعد تدخل حزب الله فيها". من جهته، حمل منسق اللجنة المركزية بحزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، في تصريحات ل"الوطن"، حزب الله مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في بعض المناطق اللبنانية، في إشارة إلى التفجير الذي استهدف معقلاً من معاقل للحزب، في الضاحية الجنوبية. واعتبر الجميّل أن أحداث العنف والإرهاب التي تشهدها لبنان، نتيجة تورط حزب الله في القتال بسورية بجانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو الأمر الذي "حذرنا منه مراراً، وقلنا أكثر من مرة أنه لا يجب أن تتورط أية جهة لبنانية في الأزمة السورية، وها نحن اليوم ندفع ثمن ذلك الانجرار في الحرب ضد الشعب السوري". وأضاف "ما شهدته الضاحية بمثابة جرس إنذار، لأنه بقدر ابتعادنا عن الأزمة السورية، بقدر ما ينعكس ذلك على أمن واستقرار لبنان، بلدنا اليوم تشهد مثل ما حدث، وهو أمر ناجم عن عنف مسنود بخطاب متشنج، وهذا ما لا ينبغي التعاطي معه".