سجل معرض عمارة الحرمين الشريفين حضورا لافتا على مستوى العرض والتوثيق في آنٍ واحد، وبات وجهة مهمة لزوار مكةالمكرمة، للاطلاع على تاريخ الحرمين الشريفين، عبر المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية المرتبطة بعمارة الحرمين الشريفين، منذ عهد الخلافة الأموية وحتى هذا العهد الزاهر الذي يشهد أكبر مراحل التطوير التي مر بها المسجدان على جميع الأصعدة. وكان المعرض الذي افتتح في عام 1420ه، على مساحة 1200م2، بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود، قد روعي في تصميمه المزج بين النمط المعماري الإسلامي والطراز الذي امتاز به المسجدان الشريفان، وكذا انسيابية حركة الزائرين وتمكينهم من الاطلاع على جميع المعروضات وفق تسلسل مشوق ومفيد. ونبعت فكرة إنشاء المعرض الذي يزوره يوميا 1000 زائر، من خلال ما شهده المسجدان من توسعات على مر العهود الإسلامية، والتي تركت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض الآثار والمقتنيات المعمارية والنقوش الكتابية، فرأت الرئاسة أن من المناسب توثيق ذلك عبر عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها، وأجرت بناء على ذلك الدراسات اللازمة، وتم ترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، ما ساعد على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري، الذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة، والذي يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها على زيارته والاطلاع على محتوياته. وجاء المعرض كتتويج وتوثيق لما يجده الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام من المسلمين على مر العصور، وإيلائهما النصيب الأوفر من البناء والتشييد، وفي هذا العهد الزاهر شهد الحرمان الشريفان من الرقي والتنوع في الخدمات ما لم يشهداه في عصور التاريخ المتلاحقة، ولا سيما مع الدعم غير المحدود الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله له، وامتدادا لما يبذل منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين محمد بن مصلح الجابري أن المعرض قسم إلى سبع قاعات، الأولى للاستقبال وبها مجسم للمسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين، والثانية تعرف بقاعة المسجد الحرام ويتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعد من أهم التحف المعروضة ويعود تاريخه إلى عام 1240ه، وثالث هذه القاعات قاعة الكعبة المشرفة وتختص بعرض متعلقات الكعبة المشرفة، ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ، إضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة، ومنها باب الكعبة وأحد أهم أعمدة الكعبة الذي يعد من أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض، يليها بالترتيب قاعة الصور الفوتوغرافية وقاعة المسجد النبوي وقاعة زمزم. وأكد أن الزائر للمعرض يلمس تنوع المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية، إضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية والمعمارية والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين. وأشار إلى أن من أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض حسب تسلسل القاعات مجسما حديثا للمسجد الحرام في وسط قاعة الاستقبال، وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين، إضافة الى سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام 1240ه، والمقصورة التي كانت تغطي مقام إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين، وعدد من أهلة المنائر التي يعود تاريخها لعام 1299ه، فيما حوت قاعة الكعبة المشرفة على ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص، ويعود تاريخه لعام 1273ه، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة في عام 65 ه، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام 1277ه، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام 1309ه، وباب الكعبة المشرفة الذي أمر بصنعه الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1363ه، وإطار الحجر الأسود الذي يعود تاريخه لما قبل الدولة السعودية الأولى. وتحتوي قاعة الصور الفوتوغرافية على مجموعة من الصور النادرة لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام 1298ه، والتي أهداها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، في حين تحتوي قاعة المخطوطات على مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة النادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، كذلك توجد نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان. أما قاعة المسجد النبوي، فتضم بابا من الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه لتوسعة السعودية الأولى عام 1373ه وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر الهجري، وساعة قديمة يعود تاريخها لعام 1277ه. وتضم قاعة زمزم رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر الهجري، وسطل من النحاس مؤرخ في عام 1299ه كان موجودا في بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل أن يتم طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح زمزم مؤرخة في 1023ه، وساعة أمر بشرائها الملك عبدالعزيز. وقد زودت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معرض عمارة الحرمين الشريفين، بمجسمين جديدين للمسجد الحرام والمسجد النبوي روعي في تصميمها المشاريع الجديدة التي أضيفت، ومن أبرزها مشروع توسعة المسعى، ومشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام.