تشهد أسواق الماشية في محافظة الطائف ارتفاعا متواصلا للأسعار، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وذلك لزيادة الإقبال على شراء الذبائح الحية، حيث تفضل الكثير من الأسر استهلاك اللحوم الطازجة على مائدة الإفطار. وتزداد شكوى المواطنين من هذا الارتفاع المبالغ فيه على حد ما عبروا به ل«عكاظ»، التي قامت بجولة ميدانية على أسواق في جنوبالطائف، والتقت مع تجار المواشي وعدد من المستهلكين في السوق. بداية أكد بائع الماشية الآسيوي رفيق أحمد أن أحد أسباب ارتفاع أسعار الماشية يعود إلى زيادة الطلب على الماشية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لافتا إلى أن سعر رأس الماشية البلدي، يبدأ من 1300 ريال تقريبا، ويصل إلى ألفي ريال. ويعتمد ارتفاع الأسعار على الوزن وعلى نوع الخروف بالإضافة إلى سنه. وقال فهد العتيبي (مالك حظيرة أغنام) إن هناك أنواعا متعددة من الماشية في السوق، منها المحلي والحري، والنعيمي والنجدي والسواكني والبربري، ويعتبر الحري الأغلى. وأضاف: أعرض سعر الرأس الحري ب1200 ريال، لأن وزنها كبير وعليها تجد طلبا واسعا.وأشار إلى أن النوع المعروف «النعيمي» يأتي في المرتبة الثانية، حيث يباع الرأس بألف ريال للصغير الذي لا يتعدى وزنه خمسة كيلوجرامات، لافتا إلى أن السوق يضم نوعين من الذبائح البربري والسواكني، اللذين يعتبران الأرخص، أولهما العادي الذي يباع بألف إلى 1200 ريال، ويزن أكثر من 12 كيلوجراما صافيا من اللحم تقريبا، فيما يعرض بعض الباعة نوعا آخر من البربري قاموا بتربيته في البيئة المحلية ما يزيد من جودته، ويعرض في السوق بألف ريال ولا يقل وزن الرأس عن 12 كيلوجراما، من اللحوم الصافية. وعن قلة حركة البيع والشراء في السوق، قال العتيبي إن السوق يشهد ركودا في الفترة الصباحية لوجود الناس في مقار أعمالهم، ولارتفاع درجات الحرارة نسبيا، فيما تنشط حركة البيع والشراء في الفترة المسائية ابتداء من بعد صلاة العصر. من جهة أخرى، أكد المستهلكون أن الأسعار تعتبر مرتفعة جدا، معبرين عن تخوفهم من ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، خلال الفترة المقبلة وذلك قبيل شهر رمضان المبارك بأيام. وقال المواطن فهد الحارثي: «فكرت أن أشتري ذبيحة قبل الزحام وارتفاع الأسعار، لأقوم بتربيتها في المنزل لحين قدوم شهر رمضان المبارك. قبل فترة من الزمن، ولكني فوجئت بالأسعار وبطمع التجار الذين يستغلون هذه المواسم لرفع الأسعار، فهل يعقل أن يباع رأس من الماشية المحلية ب1500 ريال، بحجة كبر حجمه وزيادة وزنه وجماله، والذي تبين أنه يزن 10 كيلوجرامات؟». وأضاف: «قررت شراء الحري الذي يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين خصوصا، وفوجئت بأن سعر الرأس يباع بأكثر من 1500 ريال، مع أن الذبيحة صغيرة جدا وبالكاد تكفي لوجبة واحدة لأسرة كبيرة». وقال محمد الشهري: «نسمع عن إجراءات الجهات المختصة للحد من غلاء الأسعار، ونفرح بها كثيرا ولكن عندما ننزل إلى الأسواق يصدمنا الواقع وجشع التجار الذين يتحايلون بطرق عديدة لرفع الأسعار، فهم يعتبرون شهر رمضان الفضيل موسما لمزيد من الأرباح ويستغلون حاجة الصائمين علما بأن أعداد الماشية في المملكة متوافرة طوال العام، ما يجعل مبرراتهم واهية جدا ولا تقنع المستهلك». من جانبه رأى فايز العتيبي أن رفع الأسعار غير مبرر. وقال: «فوجئت عند ذهابي لشراء ذبيحة للاستهلاك اليومي خلال هذه الفترة بأن الأسعار مرتفعة جدا، وخصوصا للأنواع الجيدة التي يقبل عليها الناس وذلك بحجة اقتراب شهر رمضان، مع العلم أنه لازال هناك أيام عديدة تفصلنا عن شهر رمضان، ما يوحي بأن التجار ينتظرون أي فرصة لرفع الأسعار حتى وإن لم يحن وقتها».