العلاقات المصرية العربية عانت خلال العام الماضي من فتور شديد، وكانت التساؤلات داخل مصر: ما هو السبب؟ وكان الجميع يسألونني بشكل خاص: ماذا حدث؟، وكنت أحاول الإجابة بما لا أبدو معه منتقدا الأوضاع الداخلية في مصر، لكنني أكدت في عدة مناسبات أن نظام الحكم القائم هو السبب، وأن هذا النظام لا يدرك أنه محل شكوك وهواجس أسهم بسلوكه وانتماءاته في إيجادها، وكانت لهجة الرئيس المنتخب لا تعبر عن شكل مصر الجديدة.. مصر الديمقراطية والتسامح والوسطية.. وكانت نبرة التعامل مع الدول العربية الشقيقة فيها قدر كبير من التعالي، وأحيانا التهديد.. وهي نفس النبرة التي استخدمها النظام في التعامل مع شعبه، واستنادا مني على مغرفتي بعمق المشاعر العربية تجاه مصر، فإنني أتوقع رد فعل عربيا يقدم كل الدعم لمصر بعد أن كنا نشعر بأننا أشخاص مرفوضون في محيطنا العربي. لن تبذل مصر الجديدة جهدا في إعادة شبكة علاقتها العربية، بل سيكون لقاء أخويا في منتصف الطريق تعود به مصر إلى موقع القيادة كقبطان للسفينة العربية، كما كان يردد الأمير سعود الفيصل الذي ذكر في مناسبات كثيرة وأمامي شخصيا أن العالم العربي كسفينة بلا قبطان. إن مصر المتحررة من الإخوان تعود بوجه جديد تخلص من ملامح التشوه بعد أن ألقت من على أكتافها خطاب الطائفية والتقسيم داخل مصر، كما ستعود آمنة ومطمئنة للآخرين؛ لأنها لم تعبث أبدا في شؤونهم الداخلية، وستكون الداعم لقضايا أمتها بشراكة حقيقية مع شقيقاتها تبنى محورا للصداقة مع الجميع بعيدا عن الانتقاء والاصطفاف مع دوائر مشبوهة سعت طويلا للحيلولة بين مصر ومحور الخير ودفعت بها دائما نحو محور الشر. هذه مصر التي تشع سلاما واطمئنانا لمحيطها العربي، ولن ينظر إليها أحد بريبة أو شك.. مصر التي تساهم مع شقيقاتها في بناء حضارة عربية برجال عرف عنهم عطاؤهم لأجيال طويلة ظلوا خلالها محل تقدير وحب وترحيب في كافة البلدان العربية. وكنت طوال هذه الفترة على صلة وثيقة بالمتابعة العربية الشعبية والرسمية لما يجري في مصر.. وكنت واثقا من أن كل الأشقاء كانوا معنا في هذا المشهد العظيم بانتظار تعافي مصر وشعبها الأبي.. ويحق لي الآن أن أهنئهم مثلما أهنئ كل الشعب المصري الذي صمد في وجه كل محاولات تغيير هويته وطمس ثقافته وتمزيق أواصر ووشائج العلاقات المصرية العربية. وزير الخارجية المصري السابق