وجه الرئيس محمد مرسي خطابا للشعب المصري مساء أمس قال فيه: «أيها الشعب المصري العظيم، يا صاحب ثورة 25 يناير، أخاطبكم، وأنا أعرف وأرى وأنتم تنتظرون كلمة بتوضيح الموقف، ولتعرفوا بلادنا فيها إيه»، مؤكدا أنه يعمل ليل نهار حتى يستقر الوطن. وأضاف: «قبل الثورة كان هناك فساد وتزوير الانتخابات وظلم وعدوان على الإنسان وكرامته، وتأخرت مصر كثيرا بسبب النظام السابق الذي أجرم في هذا الوطن، قمنا بثورة عظيمة وسلمية، وبها شهداء دمهم غالٍ علينا ولم تكن ثورة دموية». تأتي كلمة الرئيس محمد مرسي بعد المهلة التي أعطتها القوات المسلحة للسلطة والقوى السياسية لتلبية مطالب الشعب، وإلا الإعلان عن خارطة طريق للمستقبل، في أعقاب المظاهرات التي اندلعت في القاهرة وعدة محافظات، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. وقال الرئيس محمد مرسي إنه متمسك بالشرعية ويقف حاميا لها وسيدفع حياته ثمنا لها، وإنه لم يكن حريصا على كرسي أو راغبا في سلطة يوما ما، وأن هذا شيء بينه وبين ربه. وأضاف: «32 عائلة سيطروا على البلد، ومازلنا نحمل أوزارهم وتعوق ما نحلم به، وشباب مصر لهم حقوق كثيرة والفساد والتحديات كثيرة، وإن المشكلات الاقتصادية وتحرك الفاسدين في كل اتجاه، وسنحاربه ولكن حجم التحدي كبير، وبرعاية المصريين لن يعود هؤلاء المفسدون، وبسبب التحديات وتقصيري لم أنجح في حل بعض المشكلات». وتابع: «قمنا بصياغة دستور عظيم، واستفتى الشعب عليه في 25 ديسمبر وأقر بأغلبية متوازنة، ثلثا الشعب المصري خرج لتأييد الدستور، وأصبح لدينا رئيس منتخب ودستور بإرادة الأمة، وهذه الشرعية هي الوحيدة التي تضمن لنا جميعا إذا احترمناها أن لن يكون بيننا اقتتال أو اعتراك أو أي نوع من أنواع العنف، هناك من يستغل غضب الشباب المشروع في ظل الشرعية والديمقراطية، وقوى الإجرام القديم برموزهم لا يريدون الديمقراطية، والشعب لن يقبلهم لأنهم تعودوا على التزوير وتهميش الشعب ومص دم الناس، هؤلاء يستغلون غضب الشباب المشروع وبعض أبناء مصر الكرام الذي يشعرون بمشكلات اقتصادية لمصر يقومون بالعنف والشغب». وقال الرئيس محمد مرسي: «بذلت جهدا كبيرا خلال العام الماضي، واعترفت بتقصيري في بعض الأمور، وتحركت في كل الميادين لكي ننهض، ونقف، لأن النظام السابق أجرم في حق مصر». وأضاف الرئيس مرسي: «أريد أن تمتلك مصر إرادتها فلا يملي عليها أحد إرادتها ولا تسيرها قوة رغما عنها أيا كان مصدرها، وأصر على ذلك، ويجب أن نمتلك غذاءنا وسلاحنا ودواءنا، والأمر يحتاج إلى جهد وتكامل ووقت، وتحديات الماضي ظلت موجودة بنسب كبيرة، بقايا النظام السابق والدولة العميقة والفساد والإصرار على بقائه والوضع الاقتصادي الذي ورثناه والديمقراطية الجديدة، وبعض الدول في العالم لا يريدون امتلاك مصر إرادتها، ثورة المصريين ليست ثورة جياع بل امتلاك الإرادة، وثورة الحرية ودولة القانون والعدل والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بجد». وقال الرئيس محمد مرسي، إن الانتخابات الرئاسية كانت نزيهة شهد بها العالم، والمصريون أعلنوا بوضوح أنهم اختاروا رئيسا بطريقة حرة، وأعلنوا طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما قرر الرئيس محمد مرسي في خطابه أنه لا بديل عن الشرعية الدستورية والتمسك بها، مع ترك أبواب الحوار مفتوحة، حول تفعيل مبادرة القوى السياسية، بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية وتشكيل لجنة مستقلة متوازنة لإعداد المواد الدستورية لتعديلها وتقدم للبرلمان المقبل، ومناشدة المحكمة الدستورية الانتهاء من قانون الانتخابات البرلمانية ليقره مجلس الشورى ويصدره الرئيس، إضافة إلى تمكين الشباب في المناصب السياسية. واستطرد قائلا: «أريد الحفاظ على الجيش الذي بنيناه بعرقنا ودمائنا، أريد أولادنا يمتلكون إرادتهم ولن أسمح لأحد أن يسيء للجيش المصري، الأعادي يريدون الإساءة للجيش، حافظوا على الجيش لأننا أخدنا وقتا طويلا لكي يكون بهذا الشكل القوي»، وأضاف «أوعوا تواجهوا وتستخدمون العنف معاه، أوعوا عنف بينكم وبين بعض أو قدام القوات المسلحة أو رجال الداخلية، والشرطة أمن الوطن في رقبتهم واستقراره، وتنفيذ القانون والقضاء على البلطجة، والجيش لحماية الأمن القومي وحدوده، والعنف وإراقة الدم فخ يريدون إيقاعنا فيه، وعلينا الصبر». وأضاف أن «الشعب يريد أن ألتزم بالدستور والشرعية، وكنت ومازالت وسأظل متحملا للمسؤولية، ودماء المصريين غالية وأقف ضد من يحاول بأي شكل إراقة الدماء أو يرتكب عنفا»، مضيفا: «رسالتي إليكم جميعا، متمسك بالشرعية وأقف حاميا لها، وإلى المؤيدين من كل التيارات الذين يحبون الديمقراطية وتقدم الاقتصاد والقضاء على الفساد، حافظوا على مصر والثورة عليها كلكم التي تعبنا فيها منذ سنتين ونصف، وأوعوا تضيع منكم، والتحدي كبير، ثورة يناير والحفاظ على الشرعية وتحقيق أهداف الثورة ثمنها حياتي كلها، أريد الحفاظ على الأطفال والبنات والأمهات والرجال».