تدفق ملايين المصريين أمس على جميع ميادين الجمهورية، وأمام القصر الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة. فيما نشبت بوادر أزمة بين الجيش ومؤسسة الرئاسة، بسبب قيام عدد من مستشاري الرئيس المصري محمد مرسي بإجراء اتصالات مباشرة بقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وهو الأمر الذي رفضه وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، والذي أصدر أوامره لقادة الأفرع بعدم الاستجابة للاتصالات، وأن يكون التواصل مع غرفة عمليات القوات المسلحة فقط، كما رفض السيسي طلبا لأحد مستشاري الرئيس بخروج أحد قيادات الجيش للتحدث في المؤتمر الصحفي الذي أعدته الرئاسة، فيما نفى المتحدث باسم الرئاسة السفير إيهاب فهمي الاستعانة بخدمات وزير الدفاع للتوسط بين النظام وقوى المعارضة، كما نفى في ذات المؤتمر إقالة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل. من ناحية أخرى، أطلقت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم تحت لوائها جميع أحزاب المعارضة، ما وصفته ب«بيان الثورة رقم (1)»، أعلنت خلاله «تصديق الجماهير على سقوط نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين»، وقالت الجبهة في بيانها: «باسم الشعب المصري بكل طوائفه تعلن جبهة الإنقاذ الوطني تصديق الجماهير على سقوط نظام محمد مرسي وجماعة الإخوان». وتابعت الجبهة في بيانها: «إن الشعب المصري مستمر في استكمال ثورته، وسوف يفرض إرادته التي وضحت بجلاء في جميع ميادين مصر، مؤكدة أن جبهة الإنقاذ على ثقة بأن الشعب المصري سيحمي ثورته حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة». إلى ذلك، قلل القيادي في جماعة الإخوان صبحي صالح من سفر بعض أعضاء الجماعة في مجلس الشورى إلى لندن، مشيرا إلى أنهم في سبيلهم للمشاركة بمؤتمر برلماني دولي يعقد بالعاصمة البريطانية، فيما حث المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح «رئيس حزب مصر القوية» الرئيس محمد مرسي إلى ضرورة الإصغاء لمطالب شعبه، معتبرا خروج ملايين المصريين للتظاهر ضده دليل على رفضها لاستمرار حكمه. وكان حوالي 30 ميدانا على مستوى محافظات مصر بما في ذلك العاصمة القاهرة، قد شهدت توافد ملايين المتظاهرين الذين حملوا الكارت الأحمر للرئيس، مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فيما استمر المؤيدون للرئيس مرسي بالاعتصام في ميدان رابعة العدوية. من ناحية أخرى، صرح الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة والسكان بأن إجمالي حالات الإصابات خلال أحداث العنف بين المؤيدين والمعارضين للرئيس بلغت 144 حالة في 7 محافظات، فيما أكدت مصادر إعلامية سقوط قتيلين خلال تظاهرات البارحة، والتي شهدت العديد من المشاهد اللافتة، إذ انضم عدد كبير من ضباط الشرطة إلى التظاهرات، وأعلن الضباط من على منصة التحرير تضامنهم الكامل مع الثوار حتى يتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مرددين هتافات الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة.