قبل أسبوع من انتهاء الوقت المحدد لتصحيح أوضاع المقيمين المخالفين لنظامي الإقامة والعمل، تشهد جوازات العاصمة المقدسة ازدحاما شديدا جدا منذ الصباح الباكر، حيث يبدأ إقبالهم منذ منتصف الليل أمام مقر الجوازات، ويكتب كل من يأتي في منتصف الليل اسمه في ورقة توضع على الرصيف لترتيب أولوية الحضور والدخول في الصباح الباكر إلى الأبواب الخارجية لمبنى الجوازات. هكذا يبادر المقيمون والمواطنون بتنظيم أنفسهم بدلا من العشوائية عند الدخول إلى مقر صالة الجوزات،رغم أن وجودهم طيلة الليل أمام البوابات إلا أن تعبهم هذا لا يكافأ إلا القلة القليلة منهم الذين أتوا عند البوابة في تمام السابعة والنصف صباحا، بسبب إقبال المراجعين بأعداد كبيرة وتدافعهم على فناء الجوازات. «عكاظ» وقفت على أوضاع من حضر إلى الجوازات في الصباح الباكر من أمام مقرها في العاصمة المقدسة والتقت بهم. وقال المواطن نواف الأحمدي إنه أتى إلى هنا قرب صلاة الفجر، من أجل ضمان إنجاز معاملتي في وقت سريع، بسبب ارتباطاتي في أعمالي، ولكن كما ترى أمامك الحال فوضى عارمة، ونحن أتينا من الصباح الباكر جدا، ولا نعلم ماذا ينتظرنا، ولا نعلم مصير من سيأتي في الدوام الرسمي، وهل ستكون لنا الأفضلية والأسبقية في الدور ؟ . أما العامل قاسم أحمد «سوداني» فقال: إن سبب الزحام يعود إلى التأخر في تفعيل بعض الإجراءات، حيث إن بعض الإجراءات لم تفعل في الجوازات إلا قبل شهر، والسبب الآخر هو تأشيرات العمرة التي صادفت الأوقات الأخيرة من تصحيح أوضاع المقيمين في المملكة، بالإضافة إلى قرب انتهاء مدة التصحيح. ويقول العامل جمال خالد «سوري» إنه يسعى إلى لتصحيح، ولكن يؤرقه كثيرا قرب انتهاء المدة، بسبب عدم تصحيحه لوضع أربعة من أولاده، ويشدد على أن المدة ليست كافية، وهو لا يعلم ما سيترتب على أولاده إذا انتهت مدة التصحيح التي لم يتبق لها سوى إسبوع. فموظفو الجوازات لا ينهون أربع معاملات دفعة واحدة، عندما حاولت تصحيح أوضاع أولادي، حيث يأخذون معاملتين فقط لتصحيحهما. وأكد خالد أن معاملته تتضمن تصحيح وضع أربعة من أولاده.، المواطن عطية الزهراني أكد ل «عكاظ» أن الأوضاع التي تشهدها جوازات العاصمة المقدسة ليست جيدة، ففي الماضي كان المعقبون في كل مكان ينهون إجراءاتهم ويبحثون عمن يخدمونه في إنهاء بعض الإجراءات المعسرة على المراجع. أما الآن فأصبح المعقبون يختبئون بسبب كثرة طلبات التعقيب التي وصلت إلى أعداد كبيرة وخيالية؛ وذلك كله بسبب رغبة الكثيرين في إنهاء أوضاعهم. ونبه الزهراني إلى أن ما تحتاجه هذه الأزمة هو التمديد في فترة التصحيح، وتنشيط جميع كونترات الخدمات، لأن المراجع لا يجد سوى فردين اثنين يعملان . أما العامل إسلام خان ( باكستاني) والذي وجدته «عكاظ»، متوسدا ذراعيه ونائما على الرصيف، في انتظار فتح أبواب الجوازات، سألته عن سبب قدومه إلى مقر الجوازات ولماذا لم ينتظر إلى الصباح؟ فأجاب: أنه يعمل في محل كهرباء ولديه زوجته وأولاده وأمه وأبوه، وهو المسؤول عن توفيق أوضاعهم. وأعمل طوال الصباح والمساء بفترات الدوام، وحضوري هنا مبكرا من أجل ضمان إنجاز معاملتي بسرعة.