بات البحث عن الصحة والبعد عن الأمراض في أبو عريش مغامرة غير محمودة العواقب بالنسبة للنساء، خاصة بعد تعثر العمل في ممشى طريق الملك عبدالله (الحزام الدائري) لفترات طويلة لعدم اكتمال التجهيزات الخاصة به، حيث كان من المفترض أن يخصص موقع للنساء لحمايتهن من مزاحمة الشباب. وتعمد بعض فتيات أبو عريش لخوض مغامرة يومية بممارسة رياضة المشي بعيدا عن أنظار المتطفلين في مخططات خالية بعيدة عن العمران وتفتقد لكل وسائل الأمان والطمأنينة. يقول المواطن سالم إبراهيم «نظرا لعدم توفر ممشى خاص بالنساء، وخوفنا عليهن من مضايقة الشباب في الممشى الرجالي غير المكتمل، ونتيجة حرصنا عليهن من أمراض العصر التي تداهم جميع الأجساد الخاملة، نبحث لهن عن أماكن بعيدة عن الأنظار لممارسة رياضة المشي بل ونضطر للبقاء معهن قرابة الساعتين من أجل حمايتهن خاصة أنهن يمشين في أماكن بعيدة عن العمران، فيما نضع أيدينا على قلوبنا حتى تنتهي المغامرة»، ويناشد سالم بلدية أبي عريش بتخصيص ممشى للنساء وتجهيزه بالمسطحات الخضراء أسوة بالمناطق والمحافظات الأخرى. وتؤكد منال أحمد أنها تمارس رياضة المشي بشكل يومي وفي وقت العصر فقط لأنها تذهب إلى مخطط بعيد عن العمران وتضطر للمشي مع الكثيرات حماية لهن من أنظار المتطفلين، وكذلك لأن المكان موحش وفيه زواحف وكلاب ضالة، مضيفة: «لولا أنني مضطرة لممارسة الرياضة لما أقدمت على هذه المخاطرة». فيما توضح ندى أنها تعاني من مرض السمنة، حيث طلبت منها الطبيبة ممارسة المشي بشكل يومي، ونظرا لعدم توفر ممشى خاص بالنساء، فهي تمارس الرياضة في مخطط غرب أبي عريش، ما يلزمها إحضار أحد أقاربها معها بشكل يومي، مشيرة أنها تعاني كثيرا في ممارسة الرياضة في مكان غير مخصص لها، وناشدت الجهات ذات العلاقة خاصة أمانة جازان وبلدية أبي عريش والمجلس البلدي بالنظر في حال الفتيات أمثالها، مختتمة بقولها: «نحن من أبناء البلد وبحاجة ماسة لتلمس احتياجنا لممشى نسائي خاص». وتشاطرها الرأي إيمان ناصر مبينة أنها مريضة بالسكري، وهذا المرض بالذات بحاجة لممارسة الرياضة بشكل مستمر، وتتساءل إيمان: «أين نذهب ونحن بلا مكان مخصص لنا، ليس أمامنا سوى المغامرة بالسير في المخططات البعيدة عن العمران والأنظار، وهو موقع مليء بالمخاطر لكن ما حيلة المضطر إلا ركوب الصعب»، مضيفة: «أعرف الكثيرات من مريضات السكري والضغط والسمنة لم يستطعن ممارسة الرياضة ما أدى إلى تفاقم أمراضهن، لعدم توفر مكان الممارسة الآمن، وكلنا نتوسم خيرا في المجلس البلدي للعمل على تخصيص ممشي نسائي، وتجهيزه ليكون صالحا لنا ولأطفالنا». ومن جهته، أوضح ل«عكاظ» رئيس المجلس البلدي بأبو عريش أسعد الواصلي أن العمل جار في تجهيز الممشى الحالي بطريق الملك عبدالله، وسوف يحوي مسطحات خضراء ستكون مناسبة للأسر بمعنى أنها ستكون أشبه بحديقة، إلا أنه حتى الآن لم يتم استلامه من المقاول حيث لم يكتمل حتى الآن، كما أن المجلس بصدد إنشاء مسطحات خضراء داخل الأحياء ووسط العمران، مجهزة بألعاب خاصة بالأطفال ويمكن ممارسة رياضة المشي فيها بكل أمان، كما أن هناك دراسة لحديقة ذات مساحة كبيرة شرق أبو عريش ستكون مجهزة، وسيتم تبليطها بمحاذاة السور لممارسة المشي بكل يسر، لافتا إلى أن التكلفة الإجمالية لمشروعات إنشاء الحدائق والساحات وممرات المشاة بلغت خمسة ملايين ريال.