أكد الناطق الاعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان أنه تمت السيطرة تماما على الحريق الذي اندلع في مستودع مصنع السكر بميناء جدة الإسلامي، الخميس الماضي، واستمر نحو ثلاثة أيام وشاركت في عمليات الإطفاء 23 فرقة إطفاء وإنقاذ ومعدات مساندة، وقاد فرق الإطفاء ميدانيا مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد سالم المطرفي. وارتفعت السيطرة على الحريق تدريجيا منذ البداية حتى أخمد بشكل نهائي وبدأت الفرق في عمليات الانسحاب التدريجي من موقع الحادث والبقاء على 3 فرق وثلاث وحدات تعمل في الموقع لمباشرة عمليات التبريد وتقليب المحتويات خوفا من وجود أي كوامن للنيران أو شرر قد يحدث اشتعالا حديثا في الموقع. ونفى أن يكون احتراق السكر أو وجوده في الممرات يسبب مخاطر بيئية، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني واجهت صعوبات أثناء مباشرتها لعمليات الإطفاء نتيجة انصهار كميات كبيرة من السكر الخام وانتشاره بشكل واسع في محيط منطقة الاحتراق ما حد من إمكانية تحرك الأفراد بشكل انسيابي ونقل وتمركز الآليات حسب ما يحتاجه الموقف، كما نتج عنه عدة إصابات للسبب نفسه عولج البعض بموقع الحادث ونقل من دعت الحاجة إلى نقله عن طريق الهلال الأحمر إلى المستشفى، وبرغم ذلك استطاعت الفرق من خلال المكافحة محاصرة الحريق والحيلولة دون انتشاره أو تطوره لمواقع أكثر حساسية. على ذات الصعيد، عقدت اللجنة الخماسية اجتماعها في موقع الحادث لتنسيق الجهود فيما بينهم لمعالجة آثار الحادث وتفاعلت الجهات بما يخدم المعالجة الفورية، وتفيد المعلومات أن اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحريق باشرت أعمالها في رفع العينات لإكمال إجراءات التحقيق عن مسببات الحريق ورصد الخسائر التي طالت المصنع، وكانت اللجنة قد تم تشكيلها إبان وقوع الحريق وضمت عدة جهات ستقوم بمعاينة الموقع فيما تمت الاستعانة بخبراء الحرائق وفنيي الأدلة الجنائية في شرطة جدة للمساعدة في معرفة بداية الحريق والأسباب الحقيقية لاندلاعه، كما سيعكف على البحث عن وجود مواد بترولية أو بصمات حديثة بالموقع وما إذا كانت هناك شبهة التعمد أو كونه حريقا عرضيا وذلك ما ستظهره النتائج خلال الأيام المقبلة. وألمحت بعض المؤشرات الأولية للحادثة إلى أن سرعة انتقال النيران كانت بسبب اشتعال أبراج السيور الناقلة للسكر من المصنع إلى المستودعات وهو ما أسهم في تنقلها بسرعة كبيرة قبل أن يتم إخمادها بعد أربعة أيام من اشتعالها، حيث ظلت فرق الإطفاء تكافح تلك النيران وأصيبت 21 حالة نتيجة انصهار كميات كبيرة من السكر الخام بفعل الحرارة العالية، مما أدى إلى إصابات متفاوتة (حروق) لعدد من ضباط ورجال الدفاع المدني والأمن الصناعي.