تشهد منطقة جازان وكافة محافظاتها ومراكزها إقبالا كبيرا هذه الأيام على شراء كميات كبيرة من النباتات العطرية والفل، حيث يعد التجمل بهذه النباتات العطرية والفل من العادات والتقاليد التي تشتهر بها المنطقة. ويستخدم النساء هذه النباتات في الزينة عند حضور المناسبات واحتفالات الزواج، كما تستخدم في تعطير المنازل بروائحها العطرية الزكية، وبوضعها في مزهريات طوال أيام الإجازات، حيث إنها دليل على الفرحة والسرور بقدوم الضيوف. وأدت زيادة الطلب على النباتات العطرية إلى ارتفاع أسعارها بشكل لافت، حيث يقول المواطن توفيق محمد: إن الأسعار شهدت ارتفاعا ملحوظا مع حلول موسم الإجازات بسبب الإقبال الشديد على النباتات العطرية وزيادة الطلب عليها مشيرا إلى أنها تنافس العود الكمبودي في الرائحة، إذ يتم خلط العديد من هذه النباتات مع بعضها لتصبح من أجود أنواع البخور. ويؤكد توفيق أن الزيادة في الأسعار وصلت إلى 25% على كل الأصناف، خاصة الكاذي وفل عزان والفل الأبيض (القريشي) الذي يشهد إقبالا من الزوار في المنطقة. ويأتي الفل في مقدمة النباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة والمعروف أيضا باسم الياسمين العربي، وهو نبات شجيري عادي ومتسلق دائم الخضرة، يتكاثر بالترقيد، والعقل، والتطعيم، في المشاتل ومن النبات مباشرة. ويتميز الفل برائحته الزكية التي جعلت منه رمزا من رموز الفرح والسعادة يدل على ذلك زراعته بداخل الحدائق المنزلية فيما يعرف باسم الردائم. ويعلق على الأسعار البائع إبراهيم، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار الذي يشهده سوق الفل والنباتات العطرية هذه الأيام بسبب الزحام الشديد والإقبال غير المسبوق على الفل والكاذي، مبينا أن كثرة المناسبات وارتفاع عدد زائري المنطقة هو السبب وراء ذلك، مضيفا أن الأنواع الموجودة في الأسواق حاليا هي الفل العزاني والكاذي والبعيثران والنرجس والبردقوش والشيح وغيرها من النباتات الأخرى ذات الروائح الزكية. أما علي حسين بائع فيؤكد أن أغلب الزبائن يشترون كميات كبيرة لتقديمها كهدايا للأقارب في خارج المنطقة، كما أن لدى بعض المحلات زبائن كثر من خارج المنطقة يطلبون من المحلات إيصال كميات كبيرة لهم لإحياء أفراحهم ومناسباتهم. ويقول الشاب يوسف علي عبدالله: نحن العزاب نقبل على الفل لتعطير سياراتنا به بدلاً من الروائح الاصطناعية، فما بالك بالعائلات. ويتوقع عدد من بائعي الفل أن ينتعش السوق بشكل كبير خلال الأيام القليلة المقبلة، مع ظهور أنواع جديدة أخرى غير الموجودة حالياً في الأسواق، حيث إن بعض الأنواع لا تظهر إلا في الأشهر الباردة، وأخرى في أشهر «الغبرة»، كما يسميها أهالي جازان.