أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن قرار تخفيض نسبة الحجاج والمعتمرين، قرار مهم وخيار فرضته مشاريع التطوير التي تشهدها مكةالمكرمة والمسجد الحرام على وجه الخصوص، والهدف منه في المقام الأول تحقيق الجودة في خدمة الحجاج والمعتمرين والحفاظ على كرامتهم، مطالبا المسلمين بضرورة تفهم المرحلة الحالية من البناء والعمران في المشاعر المقدسة والحرم المكي الشريف. وقال «نحن بحاجة لتفهم هذا القرار في الوقت الذي تشهد العاصمة المقدسة مشاريع التطوير إضافة للتوسعة التي يشهدها المسجد الحرام». وأضاف سموه «من أولويات هذا البلد تقديم الخدمة اللائقة لضيوف الرحمن، وقرار التخفيض يركز في المقام الأول على احترام كرامة الحاج وتقديم الخدمة اللائقة وأن يصل الحاج إلى المملكة ويغادرها معززا ومكرما وهذا ما تسعى إليه القيادة وتحرص عليه». جاء ذلك أثناء جولة ميدانية تفقد فيها أمير منطقة مكةالمكرمة مقر تصحيح أوضاع الجالية البرماوية حيث أعلن سموه أن عدد أبناء الجالية المستفيدين من لجنة التصحيح خلال 14 أسبوعا بلغ نحو 115 ألف مستفيد. وأكد الأمير خالد الفيصل أن المشروع يلقى متابعة مستمرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي والعهد. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة إن قرار التصحيح جاء بمباركة من ملك يتحدى ويفعل وينجز، لافتا في الوقت نفسه إلى مرونة التجربة وريادتها. ووصف سموه المشروع بأنه مفخرة للمواطن السعودي كونه الأول من نوعه في تصحيح أوضاع المغتربين، مبينا أن المشروع سيمنح أبناء الجالية البرماوية الفرصة للمشاركة في تنمية المنطقة كذلك التمتع بجميع الفرص المتاحة في المملكة. وأضاف الأمير خالد الفيصل «يعتبر تصحيح أوضاع الجالية البرماوية جزءا مهما من استراتيجية المنطقة المتمثلة في بناء الإنسان وتنمية المكان»، مؤكدا سموه أن معالجة الأحياء العشوائية تركز في المقام الأول على معالجة أوضاع السكان قبل البدء في شق الطرقات وإعادة بناء الأحياء المستهدفة. وفي رده على مداخلة امرأة من الجالية البرماوية أثنت فيها على هذه الخطوة التي وصفتها بالنموذجية وأنها استطاعت احتواء أبناء الجالية، قال الأمير خالد الفيصل «هذه المشاعر تؤكد أننا ماضون في الطريق الصحيح وفق مخافة الله ثم توجيهات القيادة». وأشاد سمو أمير المنطقة بالتعاون بين الجهات العاملة في المشروع، مثمنا في الوقت عينه ما يقدمه القطاع الخاص والجهات الخيرية للمشروع. لا للعشوائية وفي شأن آخر، أكد الأمير خالد الفيصل أن إمارة المنطقة لن تقبل بأي أحياء عشوائية في المنطقة وأن الهدف في الوقت الراهن تصحيح أوضاع الأحياء العشوائية وساكنيها. استراتيجية التصحيح بدوره، أكد وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة دراسة وتصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن الاستراتيجية التي أطلقها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة مبنية أسسها على بناء الإنسان وتنمية المكان، مؤكدا أن بناء الإنسان يأتي في مقدمة أولويات واهتمامات أمير المنطقة التي يجب أن تكون مواكبة لتنمية المكان. وثمن الدكتور الخضيري لأمير منطقة مكةالمكرمة دعمه واهتمامه بالجالية البرماوية وتصحيح أوضاعهم وتحقيق حلمهم في حصولهم على إقامات نظامية وتمكينهم من الاستفادة من جميع الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وفرص العمل المتاحة. وبين وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور الخضيري أن أبناء الجالية البرماوية الذين تقدموا للجنة من أجل تصحيح أوضاعهم قدموا من 8 مدن مختلفة على مستوى المملكة. وكشف الدكتور الخضيري أن المتقدمين من الجالية البرماوية ممن يحملون إقامات دون جوازات سفر يعتبرون الفئة الأكبر من بين المتقدمين حيث قاربت أعدادهم 42 ألفا، بينما تسلمت اللجنة أوراق أكثر من 51 ألف مستفيد ممن يحملون إثباتات مختلفة مثل أوراق اللجنة وبطاقات التعريف وجوازات من دول جنوب شرق القارة الآسيوية. وعن الخطوات والمراحل التي يمر بها المستفيدون في موقع التصحيح قال وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة «يمر المتقدم بعدة مراحل حيث يتم منح المستفيد موعدا لمراجعة لجنة التصحيح ويتم إبلاغه عبر واحدة من ثلاث قنوات هي موقع الجالية البرماوية، أو الاتصال به عن طريق مكتب شيخ الجالية، وأخير إبلاغه عن طريق مجلس الأحياء، ومن ثم يحضر المستفيد للموقع ويتم التأكد من موعده ويتم توجيهه إلى الشؤون الصحية لأخذ 3 لقاحات ضد الدفتريا والحمى الشوكية ثم يسجل اسمه في كرت التطعيم». وأضاف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة «بعد أخذ اللقاح اللازم يتجه المستفيد إلى كبينة التحقق والتي ميزت بالألوان للتسهيل على غير المتعلمين وهناك يضع الموظف صورة المستفيد وصورة عائلته في الاستمارة وترسل بعد ذلك إلى قسم النساء لمطابقة صورة المرأة ثم المصادقة عليها بختم المطابقة ثم تعاد للمستفيد»، منوها إلى أن مركز معلومات الجالية يبرمج إلكترونيا الاستمارة ويرج فيها كافة البيانات المتعلقة بالأشخاص. وذكر الدكتور الخضيري أنه تمت مراعاة ظروف كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة حيث تقدم لهم كراسي متحركة وتكون لهم الأولوية في إنهاء الاجراءات، كما تقدم للمراجعين الضيافة بالإضافة للخدمات الطبية والأدوية والكشف الأولى الذي يشمل قياس الضغط والسكر، مضيفا أنه أثناء الاستراحة يستمع المستفيدون إلى توجيهات يقوم عليها مجلس الجالية. وفي ما يخص آلية التحقق أوضح الوكيل الخضيري أنه بعد المناداة يدخل المستفيد إلى كبينة التحقق التي جهزت بزجاج خاص يمنع تعرف المستفيد على المعرفين، كذلك لا يعرف كل معرف الآخر بسبب تكرار التبديل والتغيير. وأضاف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة «عندما يرى المستفيد ومض الهاتف يرفع السماعة ويتحدث إليه الموثق ويتأكد من بياناته الأولية ثم يبدأ المعرفون الثلاثة بالتحقق». وأكد الدكتور عبدالعزيز الخضيري أنه تم تدريب المعرفين والموثوقين على لغة الإشارة والرموز -تتغير بين فترة وأخرى- و تعتبر لغة التخاطب في ما بينهم ولا يفهمها إلا المعرفون الموثوقين، مضيفا «توجد رموز وإشارات للنتائج الإيجابية والسلبية وأخرى لانتهاء التحقيق، ولضمان سرية العمل يتم تغيير المعرفين بشكل دوري». وتابع الدكتور الخضري «يتسلم المستفيد الأوراق فور انتهاء إجراءات التحقيق ويتجه إلى لجنة التدقيق والملاحظة لاستكمال معاملته وختم الاستمارة الخاصة به ثم يتوجه المستفيد إلى طاولة الاجراءات النهائية حيث يتم تصوير الاستمارة ويمنح كرتا للمراجعة واستلام هويته». وفي حال ثبت أن المتقدم غير برماوي أكد الدكتور الخضيري وجود كبير للمعرفين ويناط به كتابة محضر عن الواقعة وفي حال احتاج الأمر لإعادة التحقيق يعطى المتقدم موعدا آخرا بعد رمضان للمراجعة. وبين الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن لدى لجان التعريف القدرة على تعريف 2500 فرد في اليوم الواحد، مشيرا إلى وجود 3 مكاتب إحالة إلى المحكمة لإثبات الحالات الزوجية مثل الزوجية والبنوة والطلاق بالإضافة للأرامل والمعلقات. رافق سمو الأمير في الجولة وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة للشؤون الأمنية الدكتور عقاب اللويحق وعدد من المسؤولين.