دعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قادة الأمة وعلماءها لتعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة من تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي. كما دعا الشيخ السديس المسلمين إلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة، وإفساح المجال لإخوانهم الذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظا على أرواحهم وسلامتهم، وعد ذلك من التعاون فيما بينهم، ومراعاة شدة الزحام خلال هذه الفترة المؤقتة، لافتا إلى أن المسجد الحرام يشهد أكبر توسعة لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف الذي يهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف، مؤكدا أن عقب انتهائه سيحدث نقلة نوعية في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدولة «وفقها الله» للمسجد الحرام وقاصديه الكرام. وأضاف أن هذا المشروع العملاق لازال جاريا على قدم وساق، مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفين، ما قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم، وخطرا على راحتهم وصحتهم، لاسيما مشروع الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي سيأخذ حيزا كبيرا من المطاف وسيؤثر في تقليص عدد الطائفيين، مشيرا إلى أنه قبل بدء المشروع كان يتسع لقرابة 48 ألف طائف في الساعة، وأثناء أعمال المشروع ل 22 ألف في الساعة، وعقب نهاية المشروع بحول الله سيستوعب مئة وخمسة الآف طائف في الساعة. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إن الضرورة الشرعية والمصلحة العامة المرعية تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان وراحة واطمئنان، مطالبا بمراعاة الأخذ بنسب تخفيض أعداد القائمين لأداء المناسك خلال هذه الآونة المحدودة، منوها بأن من المقاصد الشرعية المعتبرة حفظ النفس وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة، كما أن من القواعد المقررة في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير والضرر يزال، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن الأمر إذا ضاق اتسع، وإذا تعارضت المصلحتان أخذ بأعلاهما، والأمر إذا آل لضرر أو أذى فإنه يمنع شرعا وبالأخذ بالاعتبار لهذه المصالح العظمى والمقاصد الكبرى سيحقق هذا المشروع بإذن الله ما يؤمل منه من تأمين سبل الراحة للحجاج والمعتمرين. وأردف قائلا إن هذا يدعو إلى أهمية تعاون المسلمين وتفاعلهم الإيجابي مع هذا القرار الحكيم لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية والدعوة موجهه لقادة الأمة وعلمائها في تعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكة في ذلك الأمر، وأن يبينوا للمسلمين أسباب هذا التوجه الحميد وآثاره النافعة، لاسيما أنه أمر مؤقت ومحدود بمدة زمنية قصيرة، التي يجب أن يعيها المسلمون لاسيما الحجاج والمعتمرون والزائرون، وأن ما تبذله المملكة قيادة وحكومة وشعبا للحرمين الشريفين يصب في مصلحة ضيوف الرحمن والحرص على راحتهم وسلامتهم، خصوصا ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك وموسم الحج. لذا فإن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبتوجيهات من القيادة الرشيدة تهيب بالمسلمين من داخل المملكة وخارجها إلى مراعاة التقيد بخفض النسب في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين، لاسيما من إخواننا في داخل المملكة، وتطمئنهم أن هذا الأمر استثنائي ومؤقت، ريثما ينتهي هذا المشروع الرائد قريبا إن شاء الله، كما تهيب بالجميع التعاون والتفاعل بإيجابية في تطبيق هذا القرار الحكيم تحقيقا للمصالح العامة مع التأكيد على دور وسائل الإعلام في التوعية بأهمية هذا الموضوع.