دعا معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف عامة المسلمين ووسائل الإعلام إلى التعاون والتفهم لقرار خفض أعداد المعتمرين والزوار للبيت الحرام وحجاجه وأن ذلك يأتي لمصلحتهم وحفاظاً على سلامتهم حيث بين ذلك سماحته بقوله "الحمد لله الذي جعل بيته الحرام مثابةً للناس وأمنا , والصلاة والسلام على من أرسله الله للبشرية رحمةً ومنَّاً ,وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نشروا دين الله حكمةً وعلماً. أما بعد:- فإنه انطلاقا من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ومقاصد شريعتنا الغراء ,وقواعدها المثلى , في السماحه واليسر ورفع الحرج ورعاية المصالح ودرء المفاسد وتحقيق أمن المكلفين وسلامتهم وإزالة الضرر والعنت والمشقة عنهم وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم , وتحقيقا لما أراد الله عز وجل لبيته الحرام من كونه واحة أمن وأمان ودوحة روحانيه وسلام ونظرا لما يشهده المسجد الحرام في هذه الأيام من مشروعات جبارة وتوسعات تاريخيه طموحه بفضل الله ومنه ثم بما يوليه ولاة الأمر حفظهم الله من اهتمام وعناية وجهود ورعاية جعلها الله في موازين أعمالهم الصالحه ويأتي في عقد جيد هذه المشروعات العملاقه وتاج فخارها توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز التاريخيه ومشروعه الرائد في رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف الذي يهدف إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين في أداء شعيرة الطواف والذي سيحدث بعد انتهائه قفزه مهمة ونقله نوعيه في مستوى منظومة الخدمات التي تقدمها الدوله وفقها الله للمسجد الحرام وقاصديه الكرام وبناء على أن العمل في هذا المشروع العملاق لازال جاريا على قدم وساق مما ترتب عليه ضيق مساحة المطاف وازدحام وتكدس الطائفيين الأمر الذي قد يسبب ضررا على أمنهم وسلامتهم وخطراً على راحتهم وصحتهم لاسيما وقد تفرع عن هذا المشروع مشروع آخر مهم وهو الجسر المعد لذوي الاحتياجات الخاصة والذي سيأخذ حيزا كبيرا من المطاف وسيؤثر ضرورة في تقليص عدد الطائفيين وقد كان المطاف قبل المشروع يتسع لقرابة 48 الف طائف في الساعة وفي أثناء المشروع إلى 22 الف طائف في الساعة وبعد نهاية المشروع بحول الله سيستوعب مئة وخمسة آلاف طائف في الساعة ولذلك فإن الضرورة الشرعيه والمصلحة العامه المرعية تقتضي تخفيض نسبة أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت واستثنائي حتى يتم الانتهاء من هذه المشروع العظيم وهو أمر لابد من اتخاذه واللجوء إليه خلال فترة تنفيذ هذا المشروع المبارك. مراعاة لشدة الزحام خلال هذه الفترة المؤقتة حيث يشهد المسجد الحرام ورشة عمل كبرى هذه الأيام في التوسعه والخدمات ومن هنا فإن الدعوة قائمه لإخواننا المسلمين إلى عدم تكرار الحج والعمرة خاصة في هذه الفترة وإفساح المجال لإخوانهم اللذين لم تتح لهم فرصة أداء المناسك حفاظا على ارواحهم وسلامتهم وليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهوله وأمان وراحة واطمئنان وأن يراعوا الأخذ بنسب تخفيض أعداد القائمين لأداء المناسك خلال هذه الآونة المحدودة ومن المقاصد الشرعيه المعتبره حفظ النفس وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة كما أن من القواعد المقرره في الشريعة أن المشقة تجلب التيسير وأن الضرر يزال وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وأن الأمر إذا ضاق اتسع وأنه إذا تعارضت المصلحتان أخذ بأعلاهما وأن الأمر إذا آل لضرر او أذى فإنه يمنع شرعا وبالأخذ بالاعتبار لهذه المصالح العظمى والمقاصد الكبرى سيحقق هذا المشروع بإذن الله ما يؤمل منه من تأمين سبل الراحة للحجاج والمعتمرين وهذا يدعو إلى أهمية تعاون المسلمين وتفاعلهم الإيجابي مع هذا القرار الحكيم لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلاميه والدعوة موجهه لقادة الأمه وعلمائها في تعزيز ما رآه ولاة الأمر في المملكه في ذلك الأمر وأن يبينوا للمسلمين أسباب هذا التوجه الحميد وآثاره النافعة لاسيما وأنه امر مؤقت ومحدود بمده زمنيه قصيرة , مراعاة لفقه الاولويات والمصالح التي يجب ان يعيها المسلمون لاسيما الحجاج والمعتمرون والزائرون ، وان ما تبذله المملكه قيادة وحكومة وشعبا للحرمين الشريفين انما يصب في مصلحة ضيوف الرحمن والحرص على راحتهم وسلامتهم لا سيما ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك وموسم الحج الى بيت الله الحرام وتلك المواسم التي يتوقع فيها الزحام الشديد وتدفق الاعداد الهائلة من المسلمين للحرمين الشريفين لذا فان الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبتوجيهات من القياده الرشيدة تهيب بالمسلمين من داخل المملكة وخارجها الى مراعاة التقيد بخفض النسب في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين لا سيما من إخواننا في داخل المملكه وتطمئنهم أن هذا الأمر استثنائي ومؤقت ريثما ينتهي هذا المشروع الرائد قريبا إن شاء الله ، كما تهيب بالجميع التعاون والتفاعل بايجابيه في تطبيق هذا القرار الحكيم تحقيقا للمصالح العامه مع التأكيد على دور وسائل الاعلام في التوعية بأهمية هذا الموضوع . والله نسأل أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على ما قدمه ويقدمه للحرمين الشريفين من خدمات وتوسعات لقاصديهما من تيسير وتسهيل على ارقى المستويات وان يجعل ذلك في موازيين أعماله الصالحه وأن يشد أزره بولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني وأن يوفقهم لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين إنه جواد كريم . وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين وصلى الله بارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدا لرحمن بن عبدا لعزيز السد يس