حي «الورود» في محافظة رفحاء، من يسمع باسمه يعتقد أنه عندما يزوره سيعبر بين باقات الياسمين وعقود الفل وشتلات الخزامى، بألوانها الزاهية ورائحتها الزكية، لكنه في واقع الحال على غير اسمه تماما.. منطقة صحراوية تتطاير بها الأتربة، وتترقب تحقق وعود التنمية منذ 13 عاما، منذ ولادة الحي في عام 1421 ه، ورغم رصد ميزانيات ضخمة لتطوير الحي مع أحياء أخرى تجاوزت 35 مليون ريال، إلا أن حي الورود مازال يفتقد لأدنى مقومات البنى التحتية والخدمات الضرورية، كتهيئة الطرق الداخلية وسفلتتها ورصفها وإنارتها، علاوة على أنه يفتقد لشبكات المياه والصرف الصحي، ويعج بالأخطاء الفنية بعد تغيير مناسيب الشوارع، مما أضر بمنازل الأهالي. هذا هو واقع حال الحي كما صوره ل«عكاظ» عدد من السكان، الذين لم يجدوا من يسمع شكواهم ومعاناتهم على حد قولهم فيما يصر المجلس البلدي على أن مشروعات الحي تسير وفق خطة رسمية ومدة زمنية محددة. تأخر المشاريع أشار عدد من المواطنين إلى أن حي الورود، طاله الإهمال وغابت عن التنمية لعدة سنوات مضت، وعندما رصدت له المشاريع طالها التأخير في التنفيذ، وألمحوا ل«عكاظ» إلى أن الحي يقصده كثير من المواطنين لبناء مساكنهم؛ لأنه بات المتنفس الوحيد بالمحافظة، بعد أن ازدحمت الأحياء الأخرى، وارتفعت أسعار أراضيها إلى نسب خيالية تصل إلى 300 ألف ريال. وأوضح مقبل الرشيدي أن الحي يفتقد لأدنى المقومات التي يحتاجها المواطن كسفلتة الشوارع الداخلية أو ردمها على الأقل، ويفتقد للإنارة والماء، لافتا إلى أن مناسيب بعض الشوارع في الحي تعج بالأخطاء كونها مرتفعة عن منسوب بعض المنازل. فيما يؤكد سالم الشمري أن الحي شهد عدة مشروعات منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلا أنها تسير «بعكازين» ولم تكتمل إلى الآن. شكوى إلى نزاهة من جانبه، قال المواطن الحميدي الشمري إنه تقدم بشكوى قبل سنة تقريبا للمجلس البلدي والبلدية والمحافظة لمراعاة الأخطاء الموجودة في مناسيب بعض الشوارع في الحي كونها مرتفعة عن منسوب بعض المنازل إلا أنها لم تأت بأي نتيجة، مشيرا إلى أنه لجأ إلى مخاطبة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» للوقوف على مناسيب الشوارع ومشروعات الحي التي تجاوزت أكثر من 10 ملايين ريال دون أن نرى عملا فعليا ومتكاملا على أرض الواقع، موضحا أن الهيئة تجاوبت معه وزودها ببعض التقارير اللازمة، لافتا إلى أن بعض العمل بمشروعات الردم والسفلتة يسير ببطء شديد مما يشاهد المقاول يعمل داخل الحي بعد كل شكوى لأيام قليلة ثم يغيب لأكثر من شهرين دون أي حراك من البلدية والمجلس البلدي وعلى هذه الوتيرة يسير العمل في حي الورود منذ سنوات. 37 مليونا لمشاريع الطرق للأحياء ومن جهته، أوضح ل«عكاظ» رئيس المجلس البلدي بمحافظة رفحاء وطبان التمياط، أن حي الورود اعتمد عام 1421ه، وتم توزيعه على المواطنين عام 1425ه، ويشتمل على 2953 قطعة أرض، معترفا أن عجلة التنمية تأخرت عن الحي بالفعل؛ لوجود بعض العقبات التي تمثلت بوجود بعض الكسارات بالحي التي أخذ المجلس وقتا طويلا حتى استطاع ترحيلها إلى الموقع المخصص لها (30 كم شرق رفحاء)، وأشار التمياط إلى أنه تم رصد ميزانية تبلغ 37 مليون ريال لتنمية شوارع الأحياء، كما تمت ترسية مشروعين لردم وسفلتة وإنارة وأرصفة الشوارع الرئيسية والداخلية لحي الورود من ضمن أحياء أخرى داخل المحافظة كحي المروج وأجزاء من أحياء الشمال والجميماء، لافتا إلى أن النصيب الأكبر من الميزانية التي رصدت باتت من نصيب حي الورود، مضيفا أن البلدية والمجلس يتابعان أعمال المقاولين بالحي حتى يتم الانتهاء من كافة بنود المشاريع. وحول البطء في تنفيذ المشروعات وتأخرها، أكد التمياط أنه تم الاجتماع بالمقاولين المتعثرين في شهر ذي القعدة من العام الماضي، وتم توزيع الخطط الرسمية لهم والمدة الزمنية المحددة على أن ينهي المقاولون مشروعات الردم لشوارع حي الورود في مدة أقصاها 3/7/1434ه، وتم الانتهاء من الردم بنسبة إنجاز 100 في المئة، للشوارع المحددة قبل نهاية المدة بيومين والعمل قائم للانتهاء من الشوارع الأخرى الرئيسية والداخلية في الحي.