أكثر من 65 مدربا وطنيا يحملون (رخصة التدريب الآسيوية a) ورغم ذلك تضج الاندية بالمدربين الاجانب وحتى المنتخبات الوطنية لا تقودها هي الاخرى كوادر وطنية بالشكل المرجو او المنتظر، حيث يظل المدرب الوطني للطوارئ أو الفزعة فقط لا غير ويتم جلبه بعد خراب مالطا بحجة انه «ابن النادي» الذي لا يرفض النداء ويلبي الاستدعاء في أي لحظة، بينما يتم جلب الأجنبي ومنحه جميع الميزات والحوافز التي لا يتم توفيرها لابن الوطن الذي هو أحق من غيره بالمال والتقدير ولكن كما يقولون «زامر الحي لا يطرب». وبالحديث عن الإحصائيات خلال سنوات عديدة نجد أن المدربين الوطنيين رغم قلتهم الا أنهم حققوا انجازات كبيرة أمثال خليل الزياني وناصر الجوهر ومحمد الخراشي وخالد القروني وبندر الجعيثن الذين كانت لهم بصمات رائعة ومميزة في تاريخ الكرة السعودية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، كما أن هناك مدربين وطنيين قادوا أنديتهم من الظل حتى وصلت للدرجة الممتازة وأكمل المسيرة مدربون أجانب كالعادة، فيما لا يزال المدرب السعودي جاهزا للطوارئ فقط رغم حصول الوطني على العديد من الدورات داخليا وخارجيا فالعقدة ما زالت موجودة. وفي هذا التقرير اخذنا الآراء حول المدرب الوطني ولماذا بقي كل هذا الوقت على خدمة الطوارئ ولماذا لا يتم الاعتماد عليه بشكل كامل وأساسي كما يود الهلال وهو نادي البطولات والاسماء التدريبية الكبيرة ان يفعل الآن، وما هو سبب غيابه عن خيارات الأندية الاخرى خاصة الكبيرة؟ يقول المدرب الوطني خليل المصري إن كلمة مدرب طوارئ التي تطلق على المدرب الوطني دارجة منذ سنوات طويلة رغم أنها تنطبق على الأجنبي الذي يحضر أيضا في منتصف الموسم والدليل مدربا الاتحاد والاهلي، مضيفا: «المشكلة هي في عدم وجود الثقة في المدرب الوطني فهي معدومة لدينا رغم وجود مدربين متميزين يعني في دوري ركاء نجد الأندية تغير ثلاث وأربعة مدربين عرب وهذا معناه ان الخلل في إدارات الأندية لأنها مع الأسف الشديد لا تعتمد على المدرب الوطني ولا تمنحه الفرصة رغم شجاعته فهو يقبل المهمة حتى بعد أن «يخربها» المدرب الأجنبي يعني «بعد خراب مالطا» كما يقال، ولكن الحمد لله الاتحاد السعودي أصبح يعطي المدربين الوطنيين الفرصة من خلال المنتخبات السنية لعل أكبر دليل النجاح الذي حققه خالد القروني في كأس العالم بكولومبيا الذي كان مصدر فخر لنا جميع كما ان الخطوة التي اقدم عليها نادي الهلال بتعيين سامي الجابر مديرا فنيا تعتبر نقلة تاريخية في مسيرة المدرب الوطني ونتمنى ان تأتي اكلها حتى تفتح الطريق لأسماء اخرى كثيرة مؤهلة تنتظر الفرصة في اندية كبيرة. قناعات بلا مبررات الكابتن نايف العنزي قال من جانبه: عندما أتحدث عن المدربين الوطنيين اشعر بحزن شديد فعدد هؤلاء المدربين لدينا قليل جدا مقارنة ببعض الدول كما انه لا يوجد لدينا مدربون وطنيون محترفون كما هو موجود في اليابان مثلا التي طورت كرة القدم فتجاوز العدد لديهم ال300 مدرب ياباني محترف، أيضا للأسف الشديد أن رؤساء الأندية لدينا والإداريين العاملين في جهاز كرة القدم أعداء للمدرب الوطني بينما هم أحباب للمدرب الأجنبي وهنا يجب ان استثني الادارة الهلالية برئاسة الامير عبدالرحمن بن مساعد التي منحت سامي الجابر فرصة تدريب الفريق الاول، فالمدرب الوطني السعودي ابن البلد مغيب تماما لأسباب عجزنا عن طرحها ومناقشتها والسبب قناعات فقط رغم أن الخبراء في كرة القدم يؤكدون أن المدرب الوطني هو الأفضل بالنسبة للفئات السنية بحكم قربة من نفسية اللاعب السعودي الصاعد وقدرته على معرفة نفسيات اللاعبين الناشئين وكيفية التعامل معهم، كذلك هناك نقطة أخرى حيث يجب على الأندية تطبيق تعميم الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة أن يكون كامل طاقم فرق كأس الأمير فيصل بن فهد مدربين وطنيين في الموسم المقبل، حيث شارك مدربان الموسم الماضي والحالي. وهو تعميم وصل لجميع الاندية من قبل الأمانة العامة في الاتحاد السعودي مجددا في تعميم الموسم الماضي لجميع مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأندية الدرجة الممتازة، مشاركة مدربين وطنيين اثنين في الجهاز الفني للفريق ضمن بطولة كأس دوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الممتازة للموسم الرياضي الحالي، على أن يكون كامل الطاقم الفني من المدربين الوطنيين اعتبارا من الموسم الرياضي المقبل بناء على موافقة اللجنة التنفيذية في الاتحاد السعودي لكرة القدم على ما رفع من توصيات بشأن العمل على تطوير وتفعيل دور المدرب الوطني في المسابقات المحلية، ولكن لم يتم العمل بالتعميم والأندية لم تلتزم بما نص عليه التعميم لأنهم مع الأسف الشديد يبحثون عن الاضواء والشهرة ونثر المال في جيوب المدربين الأجانب بينما يستكثرون على ابن الوطن الشيء اليسير. التدرج مهم عميد المدربين السعوديين الكابتن القدير خليل الزياني الذي تحول الى العمل الاداري والتحليل الفضائي يرى بحكم تجربته الطويلة أن المدرب الوطني ألصقت به تهمة «مدرب طوارئ» لأنه غير متفرغ للتدريب مثل بعض الأجانب. فمدربونا الوطنيون هواة وليسوا محترفين لذلك وصلوا لهذه الحالة ونالوا هذه التسمية، لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك اهتماما بهم من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم. وتمنى الزياني أن تتم زيادة الاهتمام بهم ومنحهم فرص الانتظام في دورات مكثفة تختص بطرق التدريب الحديثة. وزاد: الجانب الآخر يتمثل في أن الأندية مسؤولة حيث يجب أن تمنح المدربين الوطنيين الثقة الكاملة بأن تسند لهم تدريب البراعم والقطاعات السنية وحتى الفريق الاول على أن تكون العملية بالتدرج بأن يتم تعيين الواحد منهم مساعد مدرب في الفريق الأول كما فعل الهلال مع سامي الجابر وهكذا حتى يأخذ الثقة التامة ويكون مطلوبا من الجميع، كما أتمنى كذلك تفعيل احتراف المدربين الوطنيين ودعمهم من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم فنحن في زمن الاحتراف يجب أن نكون محترفين من جميع الجوانب سواء الخاصة باللاعبين او الإداريين او المدربين وحتى العاملين في الأندية يجب ان يكونوا كذلك حتى نواكب عصر الاحتراف الجديد وكلي أمل في الاهتمام بالمدرب الوطني ومنحه كامل الفرصة مثل الأجنبي حتى يقدم كل ما لديه ويؤكد نجاحه. غير مرغوب رئيس تحرير صحيفة (قول اون لاين) خلف ملفي يقول إن موضوع المدرب الوطني اخذ من الحديث ما فيه الكفاية ولكن دون جدوى اوحتى الوصول الى حل لأنه «بالعربي» غير مرغوب فيه من الأندية وحتى من اللاعبين الذين يرون أن إمكاناتهم اعلى من مستوى المدرب الذي يقودهم وهنا تكمن المشكلة رغم انه في السنوات الأخيرة أصبح هناك اهتمام قد يعطي المدرب الوطني أهمية ويبعده من دائرة مدرب الطوارئ التي الصقت به سنين طويلة وان كان من واجبنا نحن الا نعمم فهناك مدربون وطنيون يعملون بعقود ويتم طلبهم والتفاوض معهم ولكننا نحتاج في المقابل لعمل واهتمام أكثر يخرجهم من جلباب الوظيفة الطارئة الى العمل الاحترافي المقنن والمعترف به تماما كما اتخذت الادارة الهلالية القرار الشجاع بوضع الامر التدريبي في يد سامي الجابر. لا يتحمل الضغوط وينادي رئيس مجلس إدارة نادي أبها سعد الاحمري بضرورة وجود المدرب الوطني في الاندية المحلية، مضيفا: يجب أن نسعد بوجود المدرب الوطني بيننا في الأندية ومشاركته لنا في العمل، ولكن هناك عدة أمور تعيق عمله في الأندية وتجعله أسيرا للأمور الطارئة منها أن المدرب الوطني لا يتحمل الضغوط خاصة بعد توالي الخسائر وبالتحديد عندما يكون مدربا للنادي الذي يشجعه وبذلك يتعامل مع الأمر على انه مشجع، فالمدرب الوطني يميل إلى العمل الحكومي ولا يرغب في احتراف التدريب لذا تجده غير مطلوب، كذلك لا يستطيع التنقل والعيش في أي مكان فهو يفضل أن يدرب في نفس المنطقة التي يعيش فيها كما أن بعضهم يرفض العمل في الفئات السنية رغم أنها المكان المناسب للكثير من المدربين الوطنيين خاصة المبتدئين منهم، وهناك نقطة أخرى هامة وهي أن اللاعبين خاصة بعد نظام الاحتراف يرفضون المدرب الوطني ويرون انه اقل من إمكاناتهم وهذه مشكلة كبيرة جدا حيث أن اللاعب يرى ان المدرب الاجنبي هو فقط من سيرفع من مستواه الفني عكس الوطني. وأنا من جانبي احترم المدربين الوطنيين وأتمنى أن أشاهدهم في كل الأندية مثلما سنشاهد سامي الجابر في فريق كبير كالهلال ولكن هناك أمورا لا بد من إعادة النظر فيها لأنها تتعلق بتطويرهم، والحمد لله في الآونة الأخيرة شاهدنا ما قدمه خالد القروني مع منتخب الشباب فهو شيء يسعد حقيقة وإن شاء الله يكون القادم أجمل لمدربينا الوطنيين.