في خضم التوهج وتحقيق النتائج تتغاضى الكثير من إداراتنا الرياضية عن الأخطاء والعيوب في طريقة عملها أو الخطأ في اختيار احد أعضاء الفريق، ولكن فور حصول أي تعثر للفريق أو عدم تحقيق النتائج المرجوة تطفو على السطح هذه العيوب والأخطاء، ويبدأ تحميل المسئولية على هذا وذاك ومن ثم يخرج رئيس النادي بتصريح يمتص الصدمة عن إدارته متحملاً المسؤولية عن هذه الإخفاقات...!! والهلال كان يسيطر على البطولات المحلية خلال الأعوام السابقة مع منافسة في بطولة للاتحاد أو الشباب، ولكن هذا الموسم اختلف الحال، واختلال توازن الفريق ليخسر مكانه في الصدارة المحلية والآسيوية. هذا الاختلال كان نتيجة متوقعه من الجميع، ولكن الإدارة أصرت على الاستمرار قدماً على ما تم اتخاذه من قرارات، ولكن مع تزايد الضغوط لإصلاح هذا الخلل الذي حدث جراء هذه القرارات اضطرت الإدارة إلى عملية تصحيحية بإعادة ولهامسون، الاستغناء عن المدرب دول، وتكليف المدرب والإداري سامي الجابر، لتعود الروح والنتائج والمستويات للفريق. ولكن سرعان ما عاد الحال بالفريق إلى سابق عهده بعد التعاقد مع المدرب المؤقت هاسيك، ليعود مسلسل نزف النقاط المحلية والآسيوية، مما أضعف حظوظ الفريق في تحقيق المركز الثاني بالدوري، وصعّب المهمة عليه في البطولة الآسيوية..!! اعطاء الفرصة للمدرب الوطني، ومنحهم الثقة واجب وطني على الأندية والاتحادات السعودية، فنحن نملك الخامات المتميزة التي تحتاج إلى فرصة لتثبت أحقيتها في تولي تدريب أكبر الفريق وليس السعودية فقط... ولم تتوان المشاكل لتطل برأسها في أروقة النادي، ومنها ما حدث بين المدرب هاسيك ومدير الفريق سامي في لقاء ببروز الإيراني ليؤكد وجود شرخ كبير في العلاقة بينهما، ولم نعد نشاهد سامي يوجه ويتحدث إلى اللاعبين أثناء اللقاء كما كان من قبل..!! ورغم نفي نائب الرئيس تؤكد المصادر المقربة من البيت الهلالي بأن إقالة هاسيك أصبحت مجرد وقت، وأن سامي هو من سيتولى المهمة في قيادة الفريق باقي مباريات الموسم، وأن نتائج الفريق مع سامي تتفوق على نتائجه مع هاسيك، لتدعم الأصوات الشرفية التي تنادي بتولي سامي تدريب الفريق، « ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ....... ويأتيك بالأخبار من لم تزود « فسامي قريب جدا من اللاعبين ويعلم مكامن القوه لدى كل لاعب، ويملك كارزمة قريبة من قلوب اللاعبين، تسهم في استخراج أقصى طاقات اللاعبين، كما يملك شخصية قيادية تستطيع فرض شخصيته على الفريق في الملعب. ولماذا التردد في تكليف سامي بهذه المهمة فنجاحه السابق يؤكد أحقيته في ذلك، برغم من انه لا يملك شعراً ذهبيا ولا عينين زرقاوين، ولكنه يملك فكرا ومنهجية رياضية تصنع أمواج زرقاء تحصد الذهب. سامي لو أتيحت له فرصة قيادة الفريق في بطولة الملك، فستكون فرصة لبزوغ نجم مدرب وطني مميز، مكملا لما بدأه المدرب الوطني الكبير خليل الزياني والكابتن ناصر الجوهر وخالد القروني وغيرهم من المدربين السعوديين، وربما تكون باكورة عودة تولي المدربين الوطنيين تدريب الأندية الكبيرة. والشيء بالشيء يذكر نلاحظ أن المدرب الوطني يقتصر دوره على الفرق الصغيرة أو الفئات السنية فقط..!! أو مدربي طوارئ..!! فإلى متى نستمر على هذا الحال..؟ فإعطاء الفرصة للمدرب الوطني، ومنحهم الثقة واجب وطني على الأندية والاتحادات السعودية، فنحن نملك الخامات المتميزة التي تحتاج إلى فرصة لتثبت أحقيتها في تولي تدريب أكبر الفريق وليس السعودية فقط... وإن لم تكن المبادرة من اتحاد الكرة فلن تقوم بها الأندية، فإلزامها بإسناد تدريب الفرق الأولمبية في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد « يرحمه الله « للمدربين الوطنيين، لتكون أول خطوة من خطوات دعم اتحاد الكرة للمدرب الوطني. وإلزام المدربين على الحصول على الشهادات التدريبية المطلوبة ليكون مؤهلا للتدريب، حسب ما ينص عليه نظام الفيفا، ولدينا عدة نماذج ناجحة في ملاعبنا( بندر العمران مثال حي على ذلك ). واختم بسؤال الله القوي العزيز أن ينصر إخواننا المستضعفين في سوريا، وأن يثبّت أقدامهم ويفك أسرهم، وأن يشفي جرحاهم، وأن يتقبل شهداءهم، وأن يدحر عدوهم.