يدور المدربون الكرويون العرب والأجانب بين أندية دوري الدرجة الأولى خلال الموسم الواحد، في الوقت الذي يجد المدرب الوطني نفسه متفرجا، دون أن يمنح الفرصة لتولي تدريب أي فريق، حتى تلك التي تلغي عقد مدربها غير السعودي. ويطالب المدرب الوطني فؤاد أنور الاتحاد السعودي لكرة القدم باعتماد نظام يمنع الأندية في الدرجات غير الممتازة من التعاقد مع مدرب أجنبي ألغي عقده خلال الموسم الكروي، في خطوة ربما تدفع بالمدربين الوطنيين إلى الواجهة، وتعزز حضورهم وثقتهم في نفسه. ويشدد أنور على ضرورة سن مثل هذا النظام، مشيرا إلى أن بعض المدربين الأجانب والعرب يتنقلون بين ثلاثة أندية أو أكثر في الموسم الواحد في دوري الأولى، فيما يبقى الوطني متفرجا، وهذا يقلل من فرصة ظهوره، ويقول "في اعتقادي أنه يجب أن نسن نظاما يمنع تدوير المدربين غير المحليين في الأندية المحلية خلال الموسم ذاته، بحيث حينما يلغى عقد مدرب يعود إلى بلده، ويمكنه العودة من جديد لناد آخر لكن في الموسم التالي إذا ما أراد أي ناد التعاقد معه". ويضيف أنور "لم يأخذ المدرب الوطني فرصته رغم الإمكانات الفنية العالية التي يملكها، وهناك قدرات وطنية عدة لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يستطيع أن يجبر الأندية على التعاقد مع وطني فقط، وإن كان يمكنه أن يصدر قرارا بمنع غير السعودي من الانتقال من نادٍ لآخر خلال الموسم، كما بإمكانه أن يجبر الأندية على أن تتعاقد مع مدرب وطني مساعد". ويتابع "لا شك أن من حق النادي أن يتعاقد مع مدرب أجنبي، كما أن من حق اتحاد الكرة أن يسعى لتطوير المدرب الوطني، واتحاد الكرة ابتعث 20 مدربا سعوديا إلى إيطاليا وعادوا إلى المملكة دون أن يحصلوا على فرصة للعمل كمدربين، وبالتالي خسر اتحاد الكرة كثيرا من الأموال التي أنفقها عليهم، ومنهم من التحق بقطاعات حكومية في الدولة وترك التدريب". ويكمل "انتقالات المدربين بين الأندية خصوصا التي تلعب في ذات الدرجة غير مجدية، وهذه الانتقالات لن تفيد الفرق". ويسترسل "يجب أن يكون هناك مدرب وطني في كل فئة في النادي ليستفيد المدرب من الخبرات، وليستعين النادي به عند الضرورة.. في الثمانينات والتسعينات كان لدينا عدد جيد من المدربين الوطنيين المتميزين مثل خليل الزياني ومحمد الخراشي وخالد القروني حاليا، غير أولئك اللاعبين المعتزلين الذين استفادوا من اللعب في بطولات قارية وعالمية ككؤوس آسيا والمونديالات، لكن مشكلتنا أننا لا نعترف بكفاءة المدرب الوطني وأنه يستطيع أن يخدم بلاده ويساهم في تطورها أسوة بالطبيب أو المهندس أو الطيار السعودي". ويتعجب أنور من عدم الثقة بالمدرب الوطني وعدم إعطائه الفرصة خاصة إذا ما رأينا أن أكثر من نصف مدربي أندية الوطن العربي الكبير هم وطنيون. تطبيق الفكرة ويتفق المدرب الوطني حمود السلوة مع الفكرة التي طرحها أنور بأن يتم تعزيز حضور المدرب الوطني وتوفير الفرص له بالتواجد في هذا المجال من خلال تطبيقها في الدرجة الأولى من الموسم المقبل، وكذلك في الدرجة الثانية على مستوى المملكة، والثالثة على مستوى المناطق. ويؤيد السلوة أن تمنع الأندية من التعاقد مع مدرب أجنبي في حال ألغت إدارتها عقده، والاستعانة ببديل سعودي فقط إلى نهاية الموسم ثم يمنح النادي في العام الذي يليه حرية التوقيع مع مدرب أجنبي إذا ما أراد. ويؤكد السلوة أن من إيجابيات هذه الخطوة هو عدم التسرع والاستعجال بإلغاء عقود المدربين وإهدار الأموال في حال إخفاق الفرق خلال الموسم. ويستبعد السلوة أن يتم الأخذ بهذا النظام في دوري أندية دوري الدرجة الممتازة لأنه من الصعب أن تجبر على هذا المنع وهي تسعى لتحقيق طموحات عالية جدا من خلال استقطاب مدربين على مستوى رفيع عالميا. ويقول "لا تتحكم هنا العواطف والأمنيات بفرض المدرب الوطني خلال الموسم على أندية دوري زين للمحترفين، فلم تتمكن هذه الأندية من تطبيق القرار الذي صدر بأن يكون المدرب الوطني في فرق الفئات السنية في الدرجة الممتازة سعوديا 100% من الموسم المقبل، وتم تأجيله من قبل الإدارة الموقتة بتسيير شؤون الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد".