تجاذبات تحدث هنا وهناك بين عدة جهات حول السماح او عدم السماح للنساء ببيع المستلزمات النسوية.. تياران في الامر؛ مؤيد ومعارض، لكن ام سعد التي تعمل بائعة منذ سنوات طويلة اتخذت مكانها في الهواء الطلق في «صندقة وبسطة متواضعة» تقول بصوت واضح: قبل القرار بعشرات السنوات وقفت المرأة في النعيرية تبيع حاجات النساء وغيرها لأكثر من 05 عاما، تبيع وتشتري وصرفت على نفسها وعلى اسرتها وعلمت اولادها وبناتها حتى وصلوا الى اعلى مستويات العلم ولم تمنعها انوثتها من ان تقف على رجليها وتساند اسرتها. تضيف ام سعد: ما دعاني لهذا القول هو ما اشاهده من مناوشات في الاعلام حول عمل المراة في مجال البيع، فالمرأة كما كانت في صدر الاسلام تبيع وتشتري وتسافر وتحج وتتاجر وتطبب وتسرح بحلالها وتحطب وتسقي وتفتى ويتعلم منها طالب العلم. منتوجات شعبية تضيف ام سعد: كنت شابة يافعة وكانت اسرتي تملك اغناما قليلة لا تكفي للصرف على احتياجاتنا فساعدت اسرتي؛ بدأت ببيع ما تنتجه اغنامنا من اللبن والزبد والاقط ثم بعت شمائل الابل والشداد والمشغولات اليدوية والسدو وبعت الملابس النسائية التراثية، والحمد لله استطعت مساعدة اسرتي ولم اجد من يعيب عملي بل وجدت التشجيع انا وزميلاتي.. وذهبت اجيال وجاءت اخرى ونحن كما نحن وما زلنا نبيع في «صنادقنا» كما كنا ولا اعتقد ان هناك فرقا ان بعنا في الهواء الطلق في هذه الصنادق المهترئة التي ليس بها كهرباء ولا وسائل راحة او بعنا في محلات حديثة، فالزبون هو الزبون نفسه والبائعة هي البائعة. انا اريد ان اوصل رسالة ان المرأة هي نصف المجتمع فلا نعطل هذا النصف. بناء المنزل أم سعود تقول: انا أرملة والحمد لله بنيت لي منزلا بعد ان اخذت القرض من صندوق التنمية العقاري واستطعت ان أضيف عليه مبلغا آخر من ريع بيعي واكملت بناء المنزل وابني الكبير الان هو في ثالث ثانوي ولولا توفيق الله عز وجل ان يسر لي هذا البيع لما استطعت القيام بالكثير من واجبات اسرتي، وبفضل الله لم نمد يدنا الى احد فهذا البيع رغم ما يدره من مبالغ يسيرة إلا انه فضل ونعمة وخير من الله.