في ظل البطالة المنتشرة وانتشار الفقر وغلاء الأسعار والحاجة الماسة للوظيفة هناك من لا يزال يضع العوائق و العقبات أمام عمل المرأة عملها ككاشيرة و في محال الملابس النسائية أكبر مثال. فحينما يعارض الفقهاء أو المحسوبون على التيار الديني في السعودية عمل هذه المرأة بهذا المجال من باب سد الذرائع ومن باب التخوف مما يحصل لهو محاربة لتحقيق المصلحة العامة و تجاهل تام لمصير تلك الأسر التي قد تكون المرأة فيها العائل الوحيد خاصة حينما لا تمتلك شهادة عالية تمكنها العمل في مجال أفضل من مجال البيع. تاريخيا و دينيا عرف عن المرأة إنها كانت تمارس العمل ومنه البيع والتجارة والزراعة وغيرها من المهن بل كانت تخرج للحروب وتطبب الجرحى ولم ينهاهن الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك بحجة الاختلاط ! ولم يذكر أحداً أي أمراً بمنع المرأة من العمل ! بل على العكس حث الإسلام على العمل وعدم التقاعس والتواكل . هاهو الرجل لدينا يبيع على المرأة فلما لا تبيع المرأة للمرأة في جو مريح وراق و يحقق مصلحة المشترية والبائعة من يعارض تأنيث المحال النسائية يغفل عن بيع النساء في البسطات الشعبية تحت حرارة الشمس و في أماكن غير مهيأة للبيع ! فهل وجود المرأة في محل راقي مغلق سيحقق السوء لها أكثر مما لو كانت تبيع في البسطات وبالشوارع ?هل بيعها في أماكن محترمة أسوأ من جلوسها عند أبواب المساجد والمحلات و جولتها في الشوارع لطلب المال من الناس ؟ لا أعلم هل هو خوف على المرأة ! أم خوف من المرأة وما ستسببه من شرور لا توجد إلا في بعض الرؤوس ؟ يتحججون بالفساد و ما سيحصل من أضرار جراء اختلاطها بالرجل ,, هنا بدوري أتسأل أين القانون ؟ أين التنظيمات ؟ نحن لا نريد عشوائية و عبثية في تطبيق القرارات ولا نريد أن تترك الأمور بدون تقنين وتنظيم. نحن نريد السماح للمرأة بالعمل في هذه المجالات لكن مع سن قوانين تحميها و تعاقب أي مفسد وهذا هو الحاصل في دول كثيرة حولنا .فالرفض ليس حلاً وسيزيد من المشكلة , ليست كل امرأة تستطيع إكمال دراستها وتستطيع إيجاد وظيفة مناسبة لرؤية رجل الدين ,فهناك من هن بحاجة ماسة لأي وظيفة وما عدد المتقدمات لشغل هذه الوظائف إلا دليل على الحاجة للعمل فقد بلغ عددهن وفقاً لأحد التقارير قبل ثلاثة أيام 30 ألف متقدمة! 5