اتفقت بائعات سوق النساء في الأحساء على البضاعة المبيعة لديهنّ، وتندر من تتميز بشيء مختلف، حيث يبعن السدر والحنا والبخور والسمن والإقط، وبعض الملابس النسائية البسيطة، والبراقع والسدو، وكذلك خطام وشراشف الإبل والحبال. وتقول البائعة هيلة مبخوت، التي تجاوز عمرها ستين عاماً، إنها تقوم بعمل السدو والحبال وأخطمة الإبل بيدها، ويأخذ منها أياماً طويلة، فيما تقوم ببيعه بأسعار زهيدة مقارنة بمشقة عمله، وتعزو انخفاض الأسعار لقلة الزبائن، وأن أغلب زبائنها في الوقت الحالي هم كبار السن من الرجال والسيدات، إضافة إلى القطريين الذين يقدمون إليها خصيصاً لشراء احتياجات الإبل، وتكابد عناء العمل لكي تصرف على أبنائها بعد وفاة زوجها، بعمل كبير ومكسب قليل لا يتجاوز الريالات. أما أم أحمد، فقالت «أستدين البضائع التي أبيعها من تجار جدة والرياض، خاصة الملابس والأقمشة، وأقوم ببيعها، وأدفع قيمتها بطريقة التقسيط، وباقي البضاعة أقوم بصناعتها يدوياً». وتضيف «أغلب زبائننا من الرجال، ولا نجد أي صعوبة في التعامل معهم، بل دائماً ما يظهرون لنا الاحترام». أما عن معاناتها فقالت «نعاني كثيراً من قساوة الصيف الحار وبرودة الشتاء لكي أستطيع أن أخرج بمصروف للبيت، ولكن لا يوجد من يشتري، أمس لم أبع إلا بقيمة عشرة ريالات، وهي لا تقوم بسد قيمة المواصلات التي قدمت بها إلى السوق، وفي السابق كان هناك دخل لا بأس به، أما في الآونة الأخيرة فأصبح لا يسد جوع أبنائي، ولكنني مستمرة في البيع؛ لأنه لا مجال آخر لي للعمل فيه وأنا تخطيتُ الأربعين من العمر». أما البائعة ترفة عبيد فتقول «لقد امتهنت البيع منذ وفاة زوجي قبل أكثر من 25 عاماً، بعملي اليدوي الذي كان يجزيني عن السؤال لمصروفات الأيتام، أما الآن فقد اقتصر البيع على شريحة معينة من كبار السن والخليجيين». وتضيف «بناتي كباقي بنات هذا الجيل؛ يرفضن العمل معي في البيع، بل حتى يرفضن أن أعلمهنّ الحرف اليدوية والسدو لمساعدتي وتقليل الوقت، حيث إن العمل في قطعة واحدة يتجاوز ما بين أسبوع وشهر، وهذا يجعل من هذه المهن قريبة لا تندثر، وكل يوم أفتتح عملي في المبسط أتفاءل وأردد لزميلاتي في المباسط بأن اليوم سيكون أفضل في البيع، وسيزيد عدد الزبائن».