عبدالله آل يحيى (أبها) طالب مختصون ومواطنون أمانة منطقة عسير، بتقييم الأضرار والأخطار البيئية الناتجة عن عشوائية المنطقة الصناعية بمحاظفتي أبها وخميس مشيط، وخاصة تلك الناتجة عن الكميات الهائلة من الزيوت وزيوت التشحيم ومواد صناعية أخرى التي تتسرب إلى مزارع، فضلا عن أضرارها البيئية الأخرى مثل تلوث الهواء وتهديد حياة المواطن بأمراض خطيرة لا حصر لها على حد قولهم. وذكر ل «عكاظ» المهندس الكيمائي محمد المالكي (مهتم بالبيئة) أن من أهم الأضرار البيئية الناتجة عن عشوائية المصانع الصناعية في منطقة عسير هو تسرب نواتج المركبات من زيوت التشحيم وخلافه، الحديد الخردة والدهانات وغيرها من مواد تستخدم في إصلاح المركبات والتي تتسرب إلى المياه الجوفية وحتى الهواء، ومن ثم تنتج عنها أمراض خطيرة منها أنواع مختلفة من السرطانات الفتاكة. وقال: «على الجهات المختصة مثل أمانة أبها والشؤون الصحية والزراعة والمياه وغيرها من إدارات حكومية ذات علاقة، أن تعي هذه المخاطر وأن تعمل على تجنيب المواطنين عواقب ومخاطر عشوائية المنطقة الصناعية حفاظا على البيئة وما يحيط بها».من جهته، حمل الدكتور سعيد القحطاني (متخصص بالمخاطر البيئية)، أمانة المنطقة مسؤولية المشكلة وقال: «على الأمانة البحث عن موقع بديل للمنطقة الصناعية خارج مدينة أبها بمسافة بعيدة وتكون مجهزة من حيث البنية التحتية الحديثة مثل الطرق، ومزود بمركز صحي، كما على المسؤولين وضع كافة المعوقات في الحسبان مع وضع آلية واضحة للتغلب على المعوقات إن وجدت والتخلص منها بشكل نهائي». بدوره، اتهم المواطن سعد بن محمد أمانة عسير بالبطء في تنفيذ الخطط وفق أولويات المرحلة، ويضيف «نأمل من الأمانة ترتيب الأولية وفق خطط واستراتيجية مدروسة، فموقع صناعية أبها يطل على وادي أبها المعروف، حيث تتسرب النواتج الكيمائي من زيوت وشحوم ومواد إلى باطن الأرض متسببة في تلوث بيئي خطير، خاصة أن المزارع الواقعة على ضفتي الوادي تتغذى من المياه الجوفية وهو ما يهدد حياة الإنسان والنباتات والحيوانات». وأضاف سعد «من المستغرب أن تختار الأمانة الموقع دون إجراء دراسات وافية بمشاركة الخبراء عن الإصحاح البيئي، حفاظا على سلامة المواطن والمقيم، وأملا في اتخاذها الإجراءات السليمة عندما يقع اختيار على موقع جديد للصناعية بعيدا عن النطاق العمراني وبطون الأودية، كما أمل تجهيز وسائل التصريف الأمنة لنواتج المنطقة الصناعية من مواد كيميائية والتخلص منها في أماكن مخصصة بعيدا عن السكان ومصالحهم، مع الاهتمام بنظافة المنطقة وإزالة النفايات أولا بأول». من جهته، كشف مدير الاستثمار في أمانة عسير المهندس حسن النعمي عن طرح موقع للصناعية الجديدة سابقا في مخطط معتمد يقع في بني مالك طريق المحالة المطل على الوادي بجوار الجسر وحصلت مشكلة بين المستثمر والأمانة ويوجد قضية منظورة بديوان المظالم، ونوه إلى ضرورة إيجاد موقع آخر يكون بديلا أو رديفا للحالي. فيما علق مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الجنوبية علي الفرطيش فقال: «بالفعل صناعية أبها تحتاج إلى إعادة نظر وهي قديمة وتحتاج موقعا جديدا والحرص على حماية البيئة من خلال تشجير ووضع الضوابط الصحية وتنفيذ وتطبيق التعليمات الصادرة في هذا الجانب خصوصا فيما يخص إزالة المخلفات والنواتج وغيرها مما يسهم في ضمان بيئة صحية نقية وأعتقد أن من المهم المسارعة بتنفيذ إقامة صناعية حديثة أمر أصبح ملح للغاية مع أهمية إزالة الآثار السلبية للنواتج في الموقع القديم.