استيقظ سكان مخطط الرياض في أقصى شمال جدة ذات صباح مشحون بالرطوبة والغبار واكتشفوا أن مقاول مشروع سفلتة شوارع الحي توقف عن العمل وارتحل مع معداته ولم يعد مرة أخرى، وبعد بدأت زفات الغبار تتسلل إلى المنازل من الشوارع الترابية في أرجاء الحي. وأجمع عدد من أهالي الحي على أن المقاول ارتحل عن الموقع منذ أكثر من عام وأن أصواتهم بحت من مخاطبة المسؤولين في أمانة جدة من أجل بحث أسباب تعثر مشروع السفلتة والبحث عن مقاول آخر لتنفيذ المشروع وإراحتهم من المطبات الترابية التي توجد في الشوارع. وأضاف عدد من سكان الحي الواقع بالقرب من فرع جامعة الملك عبدالعزيز شمالي جدة أنهم يضطرون إلى زيارة المراكز الصحية القريبة من منازلهم ليعالجوا أطفالهم من أعراض الحساسية التي غزت صدور أبنائهم، وتسببت لهم بالاختناقات الصدرية وأمراض الربو جراء الغبار الذي تثيره السيارات المارة على الطرق الترابية. ولم تعد المشكلة من السيارات فقط بل تحولت نسمات الهواء العليلة إلى وبال عليهم حيث تتحول تلك النسمات إلى ذرات غبار تتغلغل لداخل المنازل وتحولها إلى أماكن ملوثة بالغبار المتسبب بالمرض. يقول عوض العزيزي أحد قاطني الحي «بدأ الناس يسكنون في مخطط الرياض منذ عدة سنوات خصوصا بعد افتتاح فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالقرب منا، وزاد عدد السكان مع دخول الكهرباء قبل ثلاثة أعوام وكان الهم الأكبر يتمثل في السفلتة والتي بدأت وتوقفت فجأة». ويضيف «هناك المئات من المواطنين الذي بنوا منازلهم في مخطط الرياض خصوصا مع الضخ الكبير للقروض العقارية، وتحول الحي خلال فترة وجيزة إلى حي يعج بالسكان والأهالي وسط غياب غريب للأمانة التي لم تحقق جزءا من الأماني وتوقفت فجأة عن مواصلة تلك الأمنياتظ». من جهته أوضح دخيل الله المطيري بقوله «العام الماضي استبشر الأهالي خيرا عندما شاهدوا معدات أحد المقاولين تملأ الطرق وتبدأ في حفر الطرق وتجهيزها ليتم سفلتتها وتبادلوا التهاني ولكن ذلك لم يستمر حيث فوجئنا بعد عدة أشهر بتوقف المشروع ومن ثم مغادرة المعدات في ليلة مظلمة ولم تعد بعدها إطلاقا». ويمضي المطيري في الحديث موضحا «توجه مجموعة من الأهالي إلى أمانة جدة وطالبوا باستكمال مشاريع سفلتة الحي خصوصا الشوارع التجارية ووعدونا خيرا، وانتظرنا كثيرا ولم نجد أي تطبيق لتلك الوعود خاصة وأن مخطط الرياض الواقع شمال الطريق الرابط بين طريق الحرمين وطريق عسفان يضم عشرات الآلاف من الأراضي الجاهزة للبناء والتي تنتظر أن تأتي السفلتة لتنهي معاناة الأهالي من مشكلة الغبار الذي خنق الأنفاس». ومن جانبه أوضح أحمد الزهراني أنه انتقل قبل عام ونصف إلى مخطط الغبار بعد أن جهز أرضه بالبناء وقرر أن يبتعد عن شبح الإيجار المخيف ولكنه وقع في مقصلة المستشفيات التي لا ترحم. يحكي الزهراني قصته: العام الماضي حصلت على القرض السكني عقب انتظار دام لسنوات عديدة وبدأت البناء في أرضي التي أملكها وانتقلت إليها هربا من الإيجار ولكن وقعت في مشكلة الغبار الذي لاينتهي ليلا ولا نهارا. ويواصل: منذ أن بدأت الأمانة سفلتة الشوارع داخل الحي انطلقت المعدات في نفث الغبار ولكن تحملنا حتى نرى الأسفلت المنتظر ولكن ذلك لم يدم كثيرا بل غادروا بدون أن نعرف الأسباب وتركوا لنا طرقا نصف مجهزة يتطاير منها الغبار بشكل لا يصدق، وأدى ذلك إلى ضررنا نحن والجيران جراء ذلك الجو الملوث بيئيا والذي كان نتاجه زياراتي المتكررة للمستشفيات لمعالجة أطفالي من الأمراض الصدرية. ويرى حاتم الحربي أن تأخر السفلتة أدى إلى العديد من المشكلات داخل المخطط الوليد لعل أبرزها هبوط المنازل تحت منسوب الإسفلت يشرح الحربي: البعض اضطر للبناء قبل وصول الأسفلت ولكنه للأسف لم يجد المنسوب الحقيقي لارتفاع الأسفلت والذي حين حط ركابه في المخطط أساء لتلك المنازل والاستراحات عندما بدت هابطة كثيرا أمام الأسفلت مما سيجبر ملاكها على إعادة تهيئتها من جديد. رصد المتعثرة مصدر مطلع في أمانة جدة أوضح ل«عكاظ» أن هناك توجها لرصد مشاريع السفلتة المتعثرة، حيث سيتم التعامل مع مقاوليها وفقا للأنظمة والتعليمات، لافتا إلى اهتمام الأمانة بسفلتة جميع الشوارع في أحياء مدينة جدة وأن حي الرياض سيكون ضمن مشاريع السفلته في الفترة المقبلة.