في الوقت الذي أجمع فيه عدد من زوار وأهالي مدينة جدة أن هناك سلسلة من الخدمات غائبة في الكورنيش أو أنها لا تلبي احتياجات عشاق البحر، إلا أن أمانة جدة تنفي التقصير وتؤكد أن الخدمات متكاملة على الإطلالة البحرية. وأجمع عدد من رواد الكورنيش أن دورات المياه غير نظيفة على الإطلاق، كما أن الألعاب المجانية في الساحات امتدت إليها الأيدي العابثة وأصبحت غير صالحة للاستخدام، داعين إلى ضرورة تكليف مراقبين سريين لرصد العابثين في الجماليات وتغريمهم. وتابع الأهالي أن الكورنيش يعد أحد المعالم المهمة في مدينة جدة كما أنه مقصد مهم للأسر والزوار خاصة للأسر القادمة من خارج جدة لغير السياحة مثل العلاج أو لحضور مناسبة محددة ثم العودة لمنطقتهم بشكل سريع كما يعد منطقة مفتوحة ولكن للأسف يظل يفتقد لكثير من الخدمات. وفي هذا السياق، قالت حصة طاهر «قدمت إلى جدة لحضور حفل زفاف ومكثت حوالي أسبوع وزرت الكورنيش الجديد، وبعد قضاء وقت وتناول وجبة العشاء فوجئت بأن دورات المياه غير نظيفة وغير صحية تماما فأين المسؤولون عن هذه المنطقة ولماذا لا يوجد من يهتم بنظافتها بشكل مستمر؟». ومن جانبها، قالت نورا خالد «أنا من سكان جدة ولدي خمسة أطفال لهم مطالبات كغيرهم من الصغار وبسبب الأسعار المرتفعة وكثرة طلبات الأطفال لم نجد حلا سوى اصطحابهم للكورنيش وذلك بعد انقطاع فترة من الزمن وللأسف فقد كانت الألعاب في المنطقة التي جلسنا بها إما بها كسر أو أن السلسلة مقطوعة أو غير نظيفة كما أن المنطقة تفتقد إلى استراحة عامة ذات تكييف جيد لمن لا يستطيع تحمل الحر والرطوبة في هذه الأيام، فلو أن الأمانة وضعت عمالا للمراقبة والتنظيف معا لما عبث بها المتنزهون». ومن جهتها، قالت نجود أحمد «سمعت كثيرا عن منطقة الكورنيش وأول ما قمت به زيارتها أنا وزوجي وأبنائي ولكن هذه الزيارة لم تستمر أكثر من ساعة بسبب الطقس الخانق وقد تذمر الأطفال من هذا الوضع ولم يفلح معهم أي نوع من أنواع التسلية ولم نجد أمامنا سوى العودة لمقر سكننا فلو وضعت مراوح ذات رذاذ مثل التي توضع في ساحات الحرمين لكانت خففت عن المتنزهين وخاصة الأطفال، كما أن قلة المقاعد المتواجدة على أرصفه الكورنيش متناثرة ولا يمكن لأسرة كاملة أن تجد مكانا واسعا ذا مقاعد متقاربة للأسر الكبيرة وهناك أفراد يعانون من مشاكل صحية لا تمكنهم من الجلوس على الأرض فيضطرون إما للجلوس داخل السيارة أو المكوث في منازلهم للسببين معا». من جانبه، أوضح أحمد علي بقوله «انفصلت عن زوجتي وهي ليست من سكان جدة ولدي أربعة أطفال يأتون لزيارتي في الصيف فقط ولأني رجل لديه أطفال صغار فليس كل مكان ترفيه يناسبنا ومع إصرار أطفالي للخروج لم أجد أمامي سوى الكورنيش، ولأني لا أذهب له سوى في فترات الإجازة مع الأطفال لم أرصد أي تطور في الخدمات وربما كان التلف والعبث في الخدمات مسؤولية المرتادين إلا أن الجهات المسؤولة تتحمل جزءا من هذا ربما لعدم صيانة هذه الأماكن باستمرار بالإضافة إلى أن الخدمات الأساسية ذات الضرورة الملحة غير مهيأة للاستخدام البشري ومثال ذلك دورات المياه، فبخلاف تباعد أماكنها وقلة عددها فهي قذرة بشكل كبير والأطفال هم أكثر الفئات احتياجا لهذه الخدمات كذلك فليس كل شخص لديه إمكانات مادية ليصطحب أسرته إلى الأماكن المغلقه وخاصة إذا كان عدد الأسرة كبيرا لذلك فنحن نطالب باهتمام أكبر لهذه المناطق المفتوحة». وتابع أن تقلبات الطقس والحر الشديد في جدة يمنعان الكثيرين من الخروج إلى الأماكن المفتوحة إلا أنهم يضطرون للخروج لها تلبية لرغبة أطفالهم، فعادة الأطفال يفضلون الأماكن المفتوحة لأنها تمنحهم شعورا بالانطلاق وعد التقيد بعكس الأماكن المغلقة. وفي موازاة ذلك، أوضح مصدر مسؤول في أمانة جدة أن جميع الخدمات التي يحتاجها مرتادو الكورنيش في عروس البحر الأحمر بحالة جيدة على خلاف التذمر من المرتادين فإذا تحدثنا عن دورات المياه فعددها كافٍ وهناك ما هو مخصص للسيدات وقد وقعت الأمانة عقدا مع شركة لصيانتها ونظافتها على مدار الساعة ويعد هذا العقد أحد العقود التسعة التي وقعتها الأمانة مؤخرا، أما عن ألعاب الأطفال فهي حديثة وبحالة جيدة ويتم تغيرها وإصلاح التالف منها من شركة مختصة من خلال عقد آخر وقع مع الأمانة ويعد العقد الثاني من العقود التسعة هذا باستثناء بعض الألعاب التي يساء استخدامها من مرتادي الكورنيش. سوء الاستخدام مصدر في أمانة جدة أوضح أنه من المؤسف أن تضع الأمانة هذه الألعاب للأطفال فيستخدمها غيرهم مما يتسبب في تلفها علما بأن هناك موظفي أمن على امتداد الكورنيش يتم التنسيق بينهم وبين الأمانة حيث يتم إبلاغ الأمانة بما هو تالف أو يحتاج إلى صيانة. مؤكدا بقوله إنه كما للأمانة مسؤولية توفير خدمات ووسائل ترفيه للمرتادين فهناك مسؤولية أخرى لا تقل أهمية على المرتادين حيث يتوجب عليهم إجادة استخدام هذه الخدمات وعدم إتلافها.