اشتهرت قرية «الديسة» 051 كلم جنوب غرب تبوك بعيونها التي تتفجر من جبال قراقر وتسيل في الوادي وسط النخيل وأشجار القصب الكثيفة طوال السنة، كما أنها حديقة غناء وطبيعة خلابة، أهملتها هيئة السياحة فعبثت بها أيادي المخربين وتشهد قرية الديسة في كل عام حرق أشجارها والتهاب زينتها ونظارتها، «عكاظ» طرحت السؤال الأبرز على أهالي القرية وزائريها، من هم المتسببون في هذه الحرائق، وما هي دوافعهم، إذ أوضح أبو عبدالرحمن من سكان القرية أن بعض الزوار والسائحين من المقيمين والمواطنين يشعلون النار بجانب الأشجار والنخيل ثم يتركونها بعد مغادرتهم، الأمر الذي يتسبب في إشعال النار في الحشائش، ثم تكبر النيران حتى تلتهم أشجار النخيل المحيطة في المكان. ويشاطره الرأي محمد الحويطي مشيرا إلى أن أغلب الزائرين من الشباب والمراهقين وغالبا ما تكون بجانب تلك الحرائق أعقاب السجائر التي يلقونها بلا اهتمام على الحشائش ما يتسبب في الحرائق وإشعال النيران. فيما يختلف رأي البعض حيث يوضح فهد عريشي أحد زوار المكان مع أسرته، يقول «نحن نسمع بأن أهل القرية أنفسهم يتضجرون من حضور الناس إلى الديسة لذلك يتعمدون إشعال بعض الأشجار كي يمنعوا الناس من الحضور إلى هنا». وبموازاة ذلك يقول فهد الرميش وهو أحد الزوار إن أغلب أهالي القرية يملكون مزارع خاصة في الوادي، وبعض الزوار يعبثون بتلك المزارع، الأمر الذي يجعل بعض أصحاب المزارع يتعمدون إحراق الأشجار لينفروا الناس من التواجد بجانب مزارعهم. من جهته أوضح ل «عكاظ» الناطق الرسمي لإدارة الدفاع المدني بتبوك العقيد ممدوح العنزي أنه وبحسب الإحصائيات التي تردهم منذ عام 1430 إلى العام الحالي باشر الدفاع المدني 14 حريقا في وادي الديسة 7 حالات كانت أغلبها بقايا نار أشعلها المتنزهون، والبقية تنوعت ما بين أعقاب سجائر أو إحراق مخلفات المزارع المجاورة ومعها يتطاير الشرار ليتسبب بإحراق الحشائش في الوادي، لافتا إلى أن الحرائق تسبب في احتراق 499 نخلة، وبمقارنة بسيطة مع عام 1425 نجد أن في هذا العام تحديدا باشر الدفاع المدني حادثتي حريق في الوادي، احترقت فيه 1167 نخلة، ما يعني أن الحرائق بعد عام 1425ه كانت بسيطة ومحدودة وذلك بفضل التوعية التي قامت بها إدارة الدفاع المدني لأهالي القرية وللزوار. ويؤكد العنزي أنه لايوجد هناك أي تعمد لمسناه من أهالي القرية في إحراق نخيل الوادي فأهل القرية أناس كرماء ويرحبون بالزوار في كل الأوقات، لكن بعض الزوار يجهلون كيفية المحافظة على المكان ولا يعون خطورة إشعال النيران بجانب الأحراش للأسف. من جانبه تحدث ل «عكاظ» إبراهيم الغنامي رئيس المجلس البلدي في مركز شواق القريب من الديسة قائلا: «في الآونه الأخيرة كثرت الحرائق بشكل ملحوظ والتي طالت السكان والمتنزهين وهذه الحرائق نتيجة الإهمال من بعض المتنزهين، حيث يتركون النار مشتعلة ويذهبون بدون إخمادها وبعض المارة يلقون السجائر على الطريق الرئيسي للقرية دون مبالاة وهي منطقة تتميز بكثرة الأشجار والزراعة بشكل عام».