في مثل هذه الأيام من كل سنة يحل على محافظة خيبر، التي تبعد عن المدينةالمنورة ما يقارب 150 كلم، ضيف ثقيل يقض مضاجع الأهالي. وهذا الضيف الثقيل هو حرائق المزارع التي لم تجد الجهات المعنية لها حلا جذريا حتى الآن رغم أنها قضت وتقضي على مزارع نخيل بكاملها، التي بسببها بات الأهالي يتحسرون على البساتين التي أعطت خيبر هويتها التاريخية كواحة للنخيل والعيون رغم تفاعل كافة القطاعات الحكومية في أعمال المساندة والإطفاء. وهذه الحرائق أصبحت عادة سنوية تتجدد كل صيف وتستمر ما بين يومين إلى ثلاثة أيام، تستنفر خلالها آليات الدفاع المدني حتى يتم أطفاؤها، ولكن بعد أن تقضي على آلاف أشجار النخيل كما حدث في الحريق الأخير الذي التهم نحو 4000 نخلة بعدما استمر يومين ولم تتم السيطرة عليه تماما إلا في الليلة الثالثة. وأبدى عدد من أهالي خيبر تذمرهم مما يحدث ويتكرر كما يقولون كل عام، مشددين على ضرورة وضع حل لهذه الحرائق التي تؤثر على البيئة وتلوث الهواء، ما يؤثر على صحة سكان المحافظة الصغيرة التي تتميز بهذه المزارع التي أغلبها إما مهجورة أو مهملة، مشيرين إلى أن أصحاب هذه المزارع يتسببون في بعض الأحيان في اندلاع الحرائق حيث يقومون بحرق الحشائش اليابسة، ثم يفقدون السيطرة على الحريق فينتشر بسرعة كبيرة ويقضي على المزرعة. وأضافوا أن العابثين أيضا يتسببون في الحرائق، حيث يشعلون النيران فيها أثناء تنزههم فيها ويتركونها دون أن يطفئوها، الأمر الذي يتسبب في انتشار النيران. وقال سعود البلوي: إن الحل يكمن في شق طرق بين هذه المزارع حتى تصبح مكشوفة، ولتسهيل وصول سيارات الإطفاء والدفاع المدني إلى مكان الحريق للسيطرة عليه قبل تفاقمه، مضيفا أن هذه الحرائق أصبحت هما سنويا يتجدد ويقض مضاجع أهالي المحافظة، مشددا على أنه لولا الله، ثم متابعة وجهود الدفاع المدني في المنطقه لحلت كوارث بسبب الحرائق لا يعلمها إلا الله. وأشار محمد العنزي إلى أن هذه الحرائق باتت تشكل هاجسا مؤرقا لدى سكان المحافظة. وأضاف أنه لا بد من أن نقضي على هذه الحرائق، إما من خلال التشديد على المزارعين بضرورة الانتباه إلى مزارعهم ومعاقبة المهملين أو القضاء على المزارع المهملة والمهجورة لكي لا تكون وجهة العابثين الذين أشغلونا وأشغلوا الدفاع المدني. واستغرب سكان المحافظة من عدم إيجاد طائرة رش تابعة للدفاع المدني تقوم بمهة الإطفاء، خصوصا أن الآليات تصل بصعوبة بالغة إلى هذه المزارع في حالة اندلاع حرائق. وقد اندلع حريق في وادي الحلحال بمحافظة خيبر أتى على أكثر من 3000 نخلة مثمرة، وباشرت 8 فرق من الدفاع المدني عمليات إخماد النيران التي امتدت على مسافة تزيد على 800 متر. «عكاظ» عرضت شكاوى الأهالي على العقيد عبدالرحمن الرشيدي مدير الدفاع المدني في محافظة خيبر، الذي أوضح أن السبب في تأخر الدفاع المدني في إطفاء حرائق مزارع خيبر لقلة الطرق في هذه المزارع، أو لعدم وجودها أيضا ما يصعب مهمة آليات الدفاع المدني في حالة نشوب أي حريق فيها. حرائق سنوية قال مدير الدفاع المدني في محافظة خيبر إن اندلاع هذه الحرائق السنوية سببه أن بعض مجاميع الكشتات الذين يستمتعون بوقتهم ويتنزهون في هذه المزارع يشعلون النار التي يزيدها الهواء اشتعالا، ما يتسبب بهذه الحرائق السنوية التي تشغل الدفاع المدني رغم سيطرته عليها.