تظل جودة الخدمات الصحية هي الهاجس الذي يتطلع إليه المواطنون في ظل التغييرات التي تطرأ بين الحين والآخر بتعيين مدير ونقل آخر، خاصة مع احتضار الخدمات المقدمة، ما يجبر الأهالي على السفر هنا وهناك للبحث عن الدواء والشفاء. بتعيين مدير جديد للشؤون الصحية في جازان، يصبح المجال رحبا أمام تحقيق آمال مواطني المنطقة في كبح القصور والإهمال الحاصل في دقة التشخيص، ووضع حلول عاجلة للأخطاء الطبية الفادحة في بعض المرافق الصحية، ناهيك عن تواضع وتدني مستوى الخدمات في أغلب مستشفيات المنطقة. المواطن علي البيشي خاض تجربة مريرة مع خطأ طبي تعرض له نجله الراحل أمان، في مستشفى بيش العام، حيث دخل سيرا على قدميه لإحساسه بألم في أسنانه فأحيل إلى مستشفى بيش، وعولج بحقنة دخل على إثرها في غيبوبة ونقل إلى العناية القصوى في مستشفى الملك فهد حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. واتهم مواطن مستشفى صبيا بحرمان زوجته من الإنجاب، حيث تردد على المستشفى مع اقتراب موعد مخاضها، غير أن الطبيبة أكدت أن موعد الولادة لم يحن، وفي المنزل تضاعفت أوجاعها فاصطحبها ثانية إلى المستشفى وأكدت طبيبة أخرى أنها في حالة ولادة فأدخلت إلى غرفة التوليد لتتعرض إلى نزيف حاد استمر 4 أيام ما اضطر الأطباء إلى استئصال الرحم. أما والد الطفل بدر إسماعيل العامري فأدخل ابنه إلى طوارئ مستشفى جازان العام لشعوره بضيق في التنفس تعذر الأطباء عن إسعاف الحالة بسبب عدم وفرة الأكسجين، فتم تحويله إلى مستشفى الملك فهد، وبمرور الوقت دون إسعافه، تعرض لتلف في الكبد والكلى والقلب، وساءت حالته الصحية، فتعرض أخيرا لنزيف حاد بسبب قلة غرف التنويم، ويقول الأب المكلوم: وجدت آثار نزف على فم ابني، وتبين لي أن أسنانه تكسرت بسبب سحب أجهزة التنفس منه، وتدهورت حالته حتى لفظ أنفاسه، وتقدمت بشكوى تلقتها الشؤون الصحية وجار التحقيق فيها. ويشكو موسى البكري من الإهمال الكبير الذي تعرض له ابنه سراج ذو السنوات الثلاث، حيث عانى من سوء رعاية بقسم العناية القصوى في مستشفى الملك فهد وإهمال الممرضات بعد تعرضه لحادث سير أصاب الحبل الشوكي نتج عنه شلل رباعي، وتم تحويله من مستشفى أبو عريش العام، وعند وصوله توقف القلب والرئة وتم إنعاشه، وفي طوارئ مستشفى الملك فهد المركزي خضع للفحص بواسطة جراح الأطفال والمخ والأعصاب. مضيفا: حصلت أخيرا على قرار بنقل وعلاج ابني في الخارج، إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة.