فجأة انطلق طفل نحيل بين أرتال السيارات في إشارة مرورية مزدحمة بمدينة جدة وهو يحمل بين يديه قوارير من المياه، هذا المشهد يعتبر واحدا من السيناريوهات في إشارات المرور بجدة التي تعج بالباعة المتجولين والمتسولين، إذ يستغل عدد من مخالفي نظام العمل والإقامة مهلة التصحيح وبدأوا ينتشرون في مواقع إشارات المرور، ورغم بذل رجال الجوازات جهودا كبيرة في القضاء على هذه المخالفات غير ان المخالفين سرعان ما يعودون للعمل خاصة في الأمسيات. وأوضح عبدالرحمن أحمد بقوله: لم أعد أتفاجأ عند وقوفي أمام الإشارات الضوئية من وجود من يطرق زجاج النافذة طالبا المساعدة أو عارضا بضاعته التي غالبا ما تكون حلوى وألعابا للأطفال والبعض منهم يقوم بتنظيف زجاج مركبتك دون حتى الاستئذان ليضعك أمام خيارين، إما التعاطف معه وإعطاؤه أي مبلغ ولو كان ريالا واحدا أو الامتناع والخيار الأخير قد يكون معدوما خاصة أن مثل هؤلاء يعملون بوقت الظهيرة ودرجات الحرارة العالية مما يفرض عليك التعاطف معهم، خاصة أنهم من صغار السن الذين لم يتجاوزوا الستة عشر عاما. وقال كل من سعيد المالكي ومحمد الحربي وأحمد ناصر إن تصرفات المتسولين تشوه المشهد الحضاري لمدينة جدة، خاصة أنهم يتوقفون بجوار الإشارات الضوئية ومحطات الوقود. وحول السلع التي يبيعها المتجولون بجوار إشارات المرور أوضح الدكتور محمد سعد وهو أحد اختصاصي التغذية بأحد المستشفيات في جدة بأن عرض المواد السكرية والحلوى في حرارة عالية وظروف تخزين غير جيدة يؤدي لأضرار على الجهاز الهضمي للأطفال وقد يسبب لهم النزلات المعوية وحذر أولياء الأمور من السماح لأبنائهم بالشراء من قبل هؤلاء أثناء مرافقتهم بالمركبات. من جانبها أكدت مديرية الجوازات استمرار حملاتها وملاحقة جميع المخالفين وأن فترة التصحيح تعتبر فرصة لجميع مخالفي العمل والإقامة لتصحيح أوضاعهم أو ترحيلهم لبلدانهم، موضحة أنها لن تتوانى في اتخاذ كافة الإجراءات ضد المخالفين لنظام العمل والإقامة بالمملكة.