لم تقف التجارة عند فتح محال مختصة ببيع البضائع، حتى أصبحت الإشارات موطناً لبيع بعض البضائع من جانب الباعة المتجولين، ليسيطر الماء وألعاب الأطفال على مواقع الإشارات، حتى قاسمتهما عربات الخضراوات والفواكه أخيراً، لتكون «حلقة خضار دليفري». استغل الباعة المتجولون حاجة الناس وتكاسل البعض منهم في الذهاب إلى سوق الخضراوات للشراء منها لتتوسع تجارتهم، إذ لا تتجاوز عملية الشراء أكثر من دقيقة واحدة، من دون أن يتكلف المشتري عناء النزول من سيارته. وأوضح أحد الباعة المتجولين من الجنسية اليمنية يحيى علي في حديثه إلى «الحياة» أنه يجلب بضاعته من حلقة الخضراوات لبيعها على راكبي السيارات، إذ يرى أنه ليس من الضرورة أن يتحمل المشتري عناء الذهاب إلى السوق والسعر ذاته، مؤكداً أن بيع الخضراوات من طريق التجوال عملية مربحة ومقبولة عند الكثيرين، كونها تنفذ بصورة يومية، إضافة إلى أن الربح المادي اليومي الذي يصل إلى 200 و 300 ريال، خصوصاً أنه يفتقر للعمل الوظيفي. وبين علي أن بعض أصدقائه ممن ليس لديهم عمل نظامي، يساعدونه في عملية البيع، مشتركين الربح في ما بينهم، ومتنقلين بين الإشارات في التقاطع الواحد لتنفد بضاعتهم، لافتاً إلى أن بعض السيدات لهن الدور الكبير في التأثير على أزواجهن لشراء البضاعة حين رؤيتها عند الإشارات. ويرى إبراهيم السقاف أحد المشترين من باعة الخضراوات المتجولين أن بضاعتهم سليمة، كونه يتأكد من سلامتها قبل شرائها، مضيفاً أن أسعارها مشابهة لأسعار حلقة الخضراوات، وأقل كلفة من الأسواق التجارية الأخرى. من جهته، حذر المدير العام للشؤون الصحية في مدينة جدة الدكتور سامي باداود ل«الحياة» من شراء الخضراوات المباعة عند الإشارات، كونها ليست صالحة للاستخدام، موضحاً أن مردودها سلبي وقد تؤدي إلى التسمم والنزلات المعوية، مفترضاً أن مصدرها من حلقة الخضراوات أو مزارع نظيفة، فإن طريقة عرضها تحت أشعة الشمس وتعرضها للحشرات ومسببات التلوث في الهواء سبب كاف لمنعها، مطالباً الجهات المختصة مكافحتهم ومنعهم. بدوره، كشف المدير العام للتراخيص والرقابة التجارية في أمانة جدة الدكتور بشير أبونجم ل الزميلة «الحياة» عن مصادرة 245 سيارة مخالفة من حمولة الخضراوات، و 198 شاحنة من الخضراوات والفواكه، و30 سيارة من المواد الغذائية الفاسدة خلال الفترة الماضية، إضافة إلى 2915 عربة بائع متجول، وتم القبض على 146 شخصاً مخالفاً لأنظمة الإقامة. وأشار إلى أن ظاهرة بيع الخضار في الطرقات وعند إشارات المرور ظاهرة جديدة، إذ تعمل الأمانة مع دوريات الجوازات والشرطة في المطاردة والقبض على الباعة المخالفين، وإكمال الإجراءات النظامية بحقهم. وشدد أبو نجم على عدم الشراء من الباعة المتجولين المخالفين لأنظمة الإقامة، إذ إنها تعد مضرة بالصحة العامة، مبيناً أن دور الأمانة يتمثل في مصادرة البضائع من الباعة المخالفين لأنظمة الإقامة وإيصالها إلى الجمعيات الخيرية، أو مستودعات البلديات الفرعية، وإتلاف البضائع غير الصالحة منها والعربات والبسطات غير النظامية. * معاذ العمري .