تتميز "جازان" بالعديد من المظاهر الشعبية المصاحبة لحفلات الأفراح، كما أن هناك الكثير من "الرقصات الشعبية" التي يمارسها النساء والرجال ارتبطت بعادات أهالي المنطقة وتقاليدهم. وتختلف المناسبات في المدينة وقراها، فمنها ما يرتبط ب"الملكة"، حيث يعقد الشاب "عقد القران" مع خطيبته بحضور أهالي العروسين وأقاربهم، وهناك ما يرتبط ب"ليلة الحناء"، وهي الليلة التي تسبق ليلة الزفاف بيومين، وكذلك "الحمل" وهي الليلة التي يذهب فيها العريس لبيت العروس بالهدايا والملابس وبعض المستلزمات من الأرز والسكر والدقيق وغيرها، وسط مسيرة من الطرب والرقص، وهناك "ليلة الزفاف" -الدخلة- وهي التي يزف فيها العريس مع العروس وتغادر في نهاية الحفل إلى بيت زوجها، كما أن هناك فرح "الليلة الثانية" -التخيلة- وهي الليلة التي تلي ليلة الزفاف، حيث تذهب العروس إلى بيت أهلها وتستقبل ب"الغطارف والزغاريد"، وتزين ب"الفل" و"الطيب" -خلطة جازانية عطرية- وكذلك "الكادي". تلك هي عادات الزواج في جازان وهي تختلف من محافظة إلى أخرى، ومن قبيلة إلى أخرى، وهي مازالت تقام في معظم "البيوت الجازانية"، وذلك لنكهاتها الخاصة والتي تميزها عن غيرها من مناطق المملكة، إلاّ أن تلك الليالي بدأت تتقلص مؤخراً وذلك لتكلفتها المادية. وتتميز الأفراح في جازان ب"التكاتف" و"التكافل"، حيث يهب الأقارب والأصدقاء لمساعدة العريس مادياً ومعنوياً بما يسمى قديماً "الطرح"، حيث يقدم كل شخص مساعدة مالية ويسجل اسمه وما دفع، وذلك من باب معرفة من ساهم في الزواج، وهناك من يدفع ولا يرغب في كتابة اسمه. نوع من الفنون الشعبية في أفراح جازان من جهته قال الشاب "محمد مرعي": إنه سعيد في هذه الليلة، بانتقاله من عالم العزاب إلى عالم المتزوجين والمشاركة في المسؤولية مع الإنسانة التي اختارها، مضيفاً أن إقامة الزواج في قصر أفراح يأتي بسبب سهولة الوصول إليها، إلى جانب ما تقدمه من خدمات، فهي مجهزة بالكامل، موضحاً أنه يفضل إقامة الزواج فيها عن إقامته في المنزل. وتحدث الشاب "هاني القاسم" -يستعد لحفل زفافه قريباً- قائلاً: إنه فضل إقامة العشاء في منزله، كونه معروفاً لدى جميع معارفه وأقاربه، كما أنه يُعد أقل كلفة من قصور الأفراح، ذاكراً أنه فيما يتعلق ب"العادات الجازانية" فإنه لا يرى طعم الزواج والاحتفال إلاّ بها، والتي يبقى العريس يتذكرها طوال حياته، بل والأغلبية يحرصون على توثيقها وبالذات مشاركة العريس في الرقص. البنات الصغيرات في كامل أناقتهن قبل المشاركة في الفرح وأوضح الشاب "عبدالرحمن الجهني" أنه آثر إقامة حفل زواجه بين أهله وأقاربه في جازان، رغم إقامته في جدة، لما تمثله العادات الجازانية من نكهة جميلة لا يجدها في مكان آخر، مبيناً أنه عندما كان يحضر حفلات الزواج وهو صغير، كان ينتظر متى يأتي هذا اليوم، والحمد لله بتوفيق الله ورعايته ها هو يأتي ويتمنى من الله أن يوفقه في حياته المستقبلية. وفي السياق ذاته عبر الأستاذ "عثمان الجهني" -والد العريس- عن سروره وسعادته بزواج ابنه "عبدالرحمن"، وزاد سعادته أكثر بحضور "الرياض" للحفل، وعن عقود الأضواء الذهبية التي تزين بيت العريس أو العروس قال: إن هذه عادة متبعة من زمان، وهي تميز البيت الذي يحتفل بزواج ابنه أو ابنته.