لكل منطقة عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي يحافظون عليها ويتمسكون بها ويتناقلونها من جيل إلى آخر فيتعارفون بها ويشذ من لم يتقيد بها.. وعادات الزواج تختلف من منطقة لمنطقة أخرى، فعادات أهل الشمال مختلفة كلياً عن أهل الجنوب سواء كان هذا الاختلاف في يوم (الملكة) عقد القران ويوم (الحناء) حفل توزيع الأب لابنته. ومازال هناك الكثير في وقتنا هذا ممن يتمسكون بتراث آبائهم وأجدادهم وهم بدورهم يورثونها لأبنائهم ومع ذلك كله توجد مفارقات عديدة في أمور الزواج فهناك غرائب ومواقف تحدث فترة الزواج أو التجهيز له قد يستغربها البعض بل وينكرها وعلى العكس هناك من يؤديها ويراها من الضروريات فهي تمثل ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.. ونذكر هنا بعض التقاليد المتبعة في الزواج عند بعض القبائل المنتشرة في شمال المملكة العربية السعودية. ومن تلك التقاليد أن الفتاة في الماضي كانت شديدة الحياء لدرجة تفوق الوصف فهي تقوم بتغطية وجهها عن زوجها ولا تظهر له سوى عينيها وعند خلوها بالنساء تقوم بالكشف عن وجهها، وبمجرد دخول الزوج عليها تقوم بتغطية الوجه وأحياناً كثيرة تبقى بعباءتها وتستمر كذلك لمدة سنة بعد الزواج، ومن ضمن حيائهن الغريب أن المرأة لا تُظهر شعرها لزوجها حيث تروي إحدى الجدات بأنها لم تظهر شعرها لزوجها طوال حياتها وإذا دخل عليها فجأة تغطيه وتمشطه فيما بعد. ومن ضمن الحياء الغريب أن النساء يقمن بالهرب يوم زواجهن والاختباء في الجبال حيث يقوم الزوج بعد ذلك بالبحث عنها حتى يجدها وهي عادة منتشرة جداً بين النساء في تلك الفترة وقلما تجد عروسا لا تهرب ليلة زفافها حتي أن بعض الأهالي لا يخبرون بناتهم عن موعد الزواج ولا حتى الزوج حيث تفاجأ الفتاة بمن يخبرها بذلك يوم الزواج وذلك كله خوفاً من هروبها ولكن اذا علمت بالصدفة في وقت النهار فإنها تقوم بالهرب والاختباء في الجبال لذلك يلجأ الأهل إلى إرسال أحد الرجال معها ليحرسها أثناء رعيها للأغنام. ومن أكثر العادات المنتشرة عند بعض قبائل أهل الشمال ما يحدث عند عقد القران (الملكة) حيث يجتمع أهل العروس والعريس يحتفلون بهذه المناسبة من غناء وأهازيج شعبية ولكن من دون حضور العروس لأن حضورها يعتبر عيبا ومستنكرا، وما زالت بعض هذه القبائل رغم تطورها ودخول بناتها الجامعات إلا أنها لا تذهب إلى مقر الاحتفال على الرغم من أنها تلبس فستانها الأبيض وتذهب إلى مصففة الشعر وتركب الهودج على الرغم من وجود السيارات... ومن ضمن هذه العادات أيضاً أنهم يقيمون احتفالاتهم بالزواج لمدة ثلاثة أيام بلياليها ولا تذهب مع زوجها إلا في اليوم الثالث حيث يذهب العريس والعروس أول ليلة زواج وينامان بالخلاء لمدة ثلاثة أيام وبعد تلك الأيام يعودان إلى بيتهما فتقوم العروس برعي الأغنام من صلاة الفجر ولا تعود إلا بالليل والبعض الآخر منهم يذهب إلى الجبال ويمكثون هناك شهرا كاملا ولا يعودان إلا بانتهاء الشهر وهو ما نسميه حالياً شهر العسل ويرتبط اقامة بيت الزوجية وهو بيت الشعر المصنوع من الصوف بإنجاب أول طفل لهم حيث يسكن الزوجان عند أهل الزوج في جزء معين يسمى الحجير. وذلك ببناء البيت من صوف أغنام زوجها.