في طريقي إلى قرية «نقبين» في منطقة حائل التي يطلق عليها مجازا «بنت أجا»، كانت تهجس في ذاكرتي المصائف والمنتزهات البانورامية في هذه البلدة التي تنام في أحضان الطبيعة، وتتوسط سلسلة جبال أجا الشهيرة، غير أن الصورة النابضة سرعان ما تلاشت عندما دخلت طرقات القرية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحراك الحضاري، إذ لا يوجد بها مستوصف ولا مركز للشرطة، ولامركز للدفاع المدني وكذلك تغطية الهاتف الجوال غير موجودة بسبب الجبال رغم أنها قريبة من حائل بحوالي بضعة كيلو مترات. ودعا عدد من أهالي القرية ذات البساتين إلى الاهتمام بها وإطلاق مشروع للمياه بعد أن جفت الآبار فيها بسبب قلة الأمطار ومات المزارع عطشا. وتعتبر قرية نقبين إحدى المصايف والمنتزهات في عروس الشمال حائل، حيث تقع وسط سلسلة جبال أجا التي تحيط بحائل من جهة الغرب وتحيط بالقرية الجبال من جميع الجهات ويخترقها طريق أسفلتي يمر بوسط القرية وتمر كذلك بوسطها الأودية والشعاب التي تنحدر من الجبال وتتميز القرية بجمال تربتها الحمراء. ويعود تاريخ هذه القرية إلى آلاف السنين وكان يسكنها ما يقارب خمسة آلاف مواطن كانوا يعتمدون في معيشتهم على الزراعة التي كانت مصدر رزقهم وكانت تحيط بهم الجبال من جميع الجهات باستثناء مدخل القرية الوحيد والمقفل قديما بسور حجري كبير بني وسط الوادي من قبل أهالي القرية كسد يمنعون به السيول من الخروج خارج القرية للاستفادة منها لسقي مزارعهم وكان لا يستطيع أحد الدخول إليها إلا عن طريق ممر صغير من بين جبلين كانت تمر عبره الجمال التي كانت وسيلة مواصلات القرية في ذلك الزمان، ويستخدمها أهالي القرية في تنقلاتهم إلى مدينة حائل. وهجر العديد من أهالي القرية قريتهم وهاجروا إلى المدينة بعد أن اجتاحت السيول مزارعهم وحطمت بيوتهم وذلك في عام 1402ه وسقط السور الحجري من السيول. وأوضح نايف فهيد الشمري بأن القرية سياحية وتجذب العديد من السكان ويجب الاهتمام بها فهي مهملة وتفتقر للكثير من الخدمات التي لو توافرت لارتقت بالقرية ولحدت من هجرة سكانها إلى المدينة بحثا عن الخدمات، فتخيل أن أبسط خدمة وهي الجوال التي تتوافر حتى في الصحراء فهي لا تتوفر وإن توفرت فهي ضعيفة. من جهته أوضح فهد عراك الشمري أحد أعيان القرية بأن القرية تتميز بمقومات سياحية، ولكن ينقصها الشيء الكثير مثل ضعف خدمة الجوال التي لا تتوفر فيها رغم أنها لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات تقريبا عن المدينة. وقال في حديثه بأن قلة المياه تقف عائقا في القرية لإحياء الممتلكات من النخيل والأشجار فأهالي القرية يعتمدون بشكل كلي على الأمطار للاستفادة منها للسقي والزراعة، فأهالي نقبين يعتمدون حاليا على شراء المياه لسقي مزارعهم، إذ يوميا تتوافد صهاريج المياه على القرية لبيعها عليهم، لذلك هاجس خدمتي الجوال والمياه حلم أهالي القرية الذي يراودهم منذ سنوات طويلة. وقال عبدالعزيز الهاملي: يجب استثمار المقومات السياحية في القرية التي أبرزها النخيل والبساتين التي في أعالي الجبال ولن يستطيع أحد الوصول إليها سوى بتسلق الجبال، فهذه الأماكن يجب أن تستفيد منها هيئة السياحة بالتنسيق مع أصحابها باستئجارها منهم والقيام بتطويرها وبناء سلالم حديدية وممرات أو تلفريك يسهل وصول الزوار والسياح لهذه الأماكن الجذابة والتنقل بين جبال نقبين، وأضاف: إننا نحن أهالي القرية ندعو هيئة السياحة بضرورة الاهتمام بهذه القرية السياحية التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل الزوار من داخل المملكة صيفا وشتاء لسحر طبيعتها الجذابة ولكنها تحتاج لاهتمام من قبل المسؤولين فالخدمات معدومة تماما. منطقة سياحية كشف مصدر في أمانة المنطقة أن نقبين منطقة سياحية تخضع لخدمات الأمانة بشكل يومي من خلال النظافة اليومية أو الخدمات البلدية الأخرى وهناك توجهات في الأمانة بتطوير الضواحي أو القرى المتداخلة مع حائل في القريب العاجل وذلك في إطار تفعيل السياحة في القرية.